أول امرأة رئيسة: طموحات متشابهة بين كامالا هاريس وفاطمة الزهراء المنصوري

الرباط اليوم
في عالم السياسة، من الشائع أن نجد شخصيات نسائية بارزة يتولين مناصب قيادية هامة، يتحدرن من خلفيات متنوعة ويحملن قصص نجاح ملهمة. في هذا السياق، يمكن أن نجد نقاط تقاطع مثيرة للاهتمام بين نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كامالا هاريس، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان في حكومة عزيز أخنوش وعمدة مراكش ومنسقة حزب الأصالة والمعاصرة. رغم اختلاف الثقافات والسياسات، هناك عدة عوامل تجمع بينهما وتبرز كقواسم مشتركة في مسيرتهما المهنية والشخصية.
كلا الشخصيتين تمثلان رمزاً للقيادة النسائية في مجتمعاتهما. كامالا هاريس أصبحت أول امرأة وأول امرأة ملونة تتولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، وهو إنجاز تاريخي يعكس التقدم نحو المساواة بين الجنسين. بالمثل، فاطمة الزهراء المنصوري تُعتبر من بين النساء الرائدات في السياسة المغربية، حيث تبوأت منصب وزيرة الإسكان وتولت رئاسة بلدية مراكش، وهي مناصب تتطلب الكثير من الحكمة والشجاعة.
كلتا السيدتين واجهتا تحديات كبيرة في مسيرتهما. كامالا هاريس واجهت بيئة سياسية معقدة ومليئة بالتحديات، لكنها نجحت في الوصول إلى أحد أعلى المناصب في الحكومة الأمريكية. من جانبها، فاطمة الزهراء المنصوري تعاملت مع قضايا التنمية الحضرية والإسكان في مدينة مراكش، وسعت إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية للمواطنين.
لكل من هاريس والمنصوري تأثير كبير على مجتمعاتهما وعلى الساحة السياسية. تأثير هاريس يتجاوز حدود الولايات المتحدة، حيث تلهم النساء والفتيات حول العالم لتحقيق أحلامهن والتطلع إلى مناصب قيادية. أما المنصوري، فهي تعمل على تعزيز دور المرأة في السياسة المغربية وتحقيق تقدم ملموس في مجال التنمية المستدامة والإسكان.
وجه تشابه آخر يتمثل في أن كلا من هاريس والمنصوري بدأتا مسيرتهما المهنية كمحاميتين. كامالا هاريس بدأت مسيرتها السياسية كمحامية معروفة في أمريكا، حيث عملت كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا قبل أن تصعد إلى الساحة الوطنية. بالمثل، فاطمة الزهراء المنصوري بدأت مسيرتها كمحامية بهيئة مراكش، وهو الدور الذي ساعدها في بناء سمعتها وتعزيز خبراتها القانونية قبل دخولها عالم السياسة.
كلا من هاريس والمنصوري لديهما طموحات سياسية كبيرة تتجاوز المناصب الحالية. كامالا هاريس تطمح لمنصب رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما سيجعلها أول رئيسة في تاريخ البلاد إذا نجحت في تحقيق هذا الهدف. من جانبها، تطمح فاطمة الزهراء المنصوري لتكون أول رئيسة حكومة مغربية، وهي سابقة تاريخية يمكن أن تشكل تحولاً كبيراً في السياسة المغربية وتعزيز دور المرأة في القيادة.
تجمع بين هاريس والمنصوري رؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتهما. هاريس تسعى إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية ومحاربة التمييز، بينما تعمل المنصوري على تطوير البنية التحتية الحضرية وتحسين جودة الحياة في مراكش والمغرب ككل.
في النهاية، تكمن قوة هاريس والمنصوري في قدرتهما على إحداث تغيير إيجابي ومستدام في مجتمعاتهما، وعلى الرغم من التحديات التي تواجههما، فإن إنجازاتهما تشكل مصدر إلهام للنساء والفتيات حول العالم.