إلى أين تتجه العلاقات الفرنسية الجزائرية في ظل أزمة المهاجرين؟
الرباط اليوم
تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توتراً متزايداً على خلفية أزمة ترحيل المهاجرين غير النظاميين، حيث برزت قضية رفض شركة الخطوط الجوية الجزائرية نقل الجزائريين المرحّلين من فرنسا، ما أثار استياء السلطات الفرنسية وأدى إلى تصعيد الإجراءات من جانب باريس.
رفض جزائري يعرقل عمليات الترحيل
ذكرت صحيفة “لوبوان” الفرنسية، الاثنين، أن الخطوط الجوية الجزائرية تشترط على المرحّلين الجزائريين الحصول على تصريح مرور قنصلي قبل السماح لهم بالصعود على متن الطائرات، حتى لو كانوا يحملون وثائق هوية جزائرية سارية المفعول. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإجراء يتعارض مع الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، التي تنص على أن أي وثيقة هوية صالحة تكفي لاستكمال عملية الترحيل.
رد فعل السلطات الفرنسية
في مواجهة هذا الموقف، أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية تعليمات لمراقبة تعامل شركة الخطوط الجوية الجزائرية مع هذه الحالات. ووفقًا لمذكرة داخلية، اعتبارًا من يوم الاثنين، سيكون على مسؤولي الشركة تقديم مبررات رسمية لكل حالة رفض، وإلا سيتم تسجيل هوياتهم لدى السلطات الفرنسية.
دعوات لمراجعة العلاقات الثنائية
على ضوء هذه التطورات، شدد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، في تصريحات إعلامية، على ضرورة إعادة تقييم العلاقات بين البلدين، معتبرًا أن النهج الفرنسي المتبع منذ عقود لم يعد مجديًا، ومطالبًا بفرض “ميزان قوى جديد” في التعامل مع الجزائر.
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير هذا التوتر الجديد على العلاقات الثنائية، خاصة في ظل ملفات حساسة أخرى تربط البلدين، أبرزها ملف الهجرة والتعاون الأمني والاقتصادي.
