استراتيجية المغرب في إفريقيا.. استثمارات كبرى لتعزيز الحضور الاقتصادي

الرباط اليوم

في تحليل نشرته مجلة Valeurs Actuelles الفرنسية، سلط الأكاديمي جيروم بيسنار الضوء على الدور الريادي الذي يتبناه الملك محمد السادس في تعزيز مكانة المغرب كصلة وصل بين أوروبا، إفريقيا، وأمريكا الجنوبية. ووفقاً لما أورده بيسنار، أستاذ القانون بجامعة باريس-سيتي، فإن هذه الرؤية الاستراتيجية تهدف إلى جعل المغرب مركزاً محورياً في التجارة والصناعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

دينامية اقتصادية متنامية في غرب إفريقيا

يرتكز هذا النهج على تعزيز الروابط الثقافية، الدينية، والاقتصادية مع دول غرب إفريقيا، حيث استطاعت المملكة، خلال العقود الأخيرة، ترسيخ حضورها القوي في المنطقة من خلال استثمارات كبرى لشركات مغربية. هذا التوجه يعكس نمواً اقتصادياً متسارعاً يعزز نفوذ المغرب في القارة الإفريقية.

مشاريع ضخمة لتعزيز الترابط اللوجستي

ضمن هذه الاستراتيجية، يولي المغرب أهمية كبرى لتطوير بنيته التحتية، وهو ما يتجسد في مشاريع عملاقة مثل الطريق السريع نحو الداخلة، والخط السككي فائق السرعة بين طنجة والقنيطرة، إلى جانب مخطط السكك الحديدية المغربي 2040 ومشروع ميناء الداخلة الأطلسي. هذه المبادرات تعكس رؤية تهدف إلى تحويل المملكة إلى محور رئيسي للنقل والتجارة بين القارات.

دور استراتيجي ودبلوماسية فاعلة

على المستوى السياسي، يرى بيسنار أن المغرب يشكل شريكاً استراتيجياً لفرنسا في إطار تعاون قائم على المصالح المشتركة. كما نوّه بالدبلوماسية المغربية التي حققت مكاسب بارزة، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، حيث حظيت المملكة بدعم قوي من دول كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا.

الصحراء المغربية.. بوابة لتعزيز النفوذ الإقليمي

يشير التحليل إلى أن قضية الصحراء المغربية ليست مجرد ملف دبلوماسي، بل تمثل محوراً أساسياً في السياسة الخارجية للمملكة. فبفضل موقعه الجغرافي وتاريخه العريق، يرى المغرب في إفريقيا جنوب الصحراء امتداداً طبيعياً له، وهو ما يدفعه لتعزيز حضوره الاقتصادي والسياسي في القارة.

من خلال هذه الاستراتيجية المتكاملة، يظهر المغرب بقيادة الملك محمد السادس قدرة استثنائية على الجمع بين التنمية الاقتصادية والدبلوماسية الفاعلة، مما يعزز موقعه كجسر استراتيجي بين القارات ويخدم مصالحه الوطنية والإقليمية.