الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط الرباط: معركة “الموت” بين أربعة أحزاب

الرباط اليوم
بدأ اليوم الجمعة السباق الانتخابي الجزئي في دائرة المحيط بالرباط، المعروفة بـ”دائرة الموت”، حيث يتنافس أربعة مرشحين على تعويض عبد الرحيم واسلم بن محمد، الذي تم تجريده من عضوية مجلس النواب بناءً على قرار المحكمة الدستورية في يوليوز الماضي.
تشهد هذه الانتخابات مشاركة أربعة أحزاب فقط هي: التجمع الوطني للأحرار، حزب العدالة والتنمية، حزب فيدرالية اليسار، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد رشح التجمع الوطني للأحرار سعيد بنمبارك، المنسق الجهوي للحزب لجهة الرباط-سلا-القنيطرة والنائب الأول لرئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، لخوض الانتخابات الجزئية المقررة في 12 شتنبر المقبل.
من جانبه، اختار حزب العدالة والتنمية عبد الصمد أبو زهير، عضو المجلس الوطني للحزب وكاتبه الإقليمي بالرباط، للمشاركة في هذه الانتخابات. أما حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي فقد رشح فاورق مهداوي، عضو مجلس جماعة الرباط والكاتب الوطني لشبيبة اليسار الديمقراطي. وبالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فقد رشح ياسين التونارتي، الفاعل السياسي والجمعوي.
ورغم هذه الترشيحات، لم يقدم حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال، وهما حليفا حزب “الحمامة” في الحكومة، أي ترشيح في هذه الانتخابات، كما لم يشارك حزب التقدم والاشتراكية وحزب الحركة الشعبية.
يسعى التجمع الوطني للأحرار إلى استعادة مقعده البرلماني الذي فقده بعد قرار المحكمة الدستورية بتجريد عبد الرحيم واسلم بن محمد من عضويته في مجلس النواب. جاء القرار بعد إدانة واسلم بن محمد بجرم “عدم توفير مؤونة شيك عند تقديمه للأداء”، وحُكم عليه بثمانية أشهر حبسًا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 100.000 درهم.
وتُشير المحكمة إلى أن قرار تجريده من العضوية جاء بناءً على قرار سابق من الغرفة الجنائية بمحكمة النقض يقضي بسقوط طلب النقض المقدم من واسلم بن محمد. ونتيجة لذلك، أصبح الحكم الصادر في حقه نهائيًا، مما أفقده أهلية الانتخاب، ما استدعى إجراء انتخابات جزئية لشغل المقعد الشاغر.
بالمقارنة مع انتخابات الثامن من شتنبر 2021، لم تشهد الانتخابات الجزئية في دائرة المحيط ترشح قيادات حزبية بارزة، وهو ما يُفسر بمحاولة تجنب هزيمة محتملة، خاصة مع استعداد الأغلبية لدعم مرشح التجمع الوطني للأحرار لاستعادة مقعده.
وكانت انتخابات دائرة المحيط في الرباط قد شهدت في شتنبر 2021 هزيمة ثلاثة أمناء عامين، هم: سعد الدين العثماني (حزب العدالة والتنمية)، محمد نبيل بنعبد الله (حزب التقدم والاشتراكية)، وإسحاق شارية (الحزب المغربي الحر)، مما أحدث صدمة في صفوف القيادات الحزبية، خاصة في حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، بعد خسارتهما أمام مرشحي أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال.