السياسة المائية والسياسة الفلاحية.. كيف جمع بركة ما فرقه أخنوش؟

الرباط اليوم

في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، الذي يصادف مرور 25 عامًا على توليه الحكم، توجه الملك محمد السادس إلى شعبه بخطاب مهم ركز فيه على قضية الماء، وهي قضية ملحة تستوجب الحلول الفورية في ظل التحديات التي تواجهها البلاد جراء الجفاف الذي دام لست سنوات متتالية.

استهل الملك محمد السادس خطابه بالإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة بسبب ندرة المياه. وأكد على ضرورة تبني حلول فورية وفعالة لمعالجة هذه الأزمة المائية التي أصبحت تهدد العديد من القطاعات الحيوية في البلاد. وأوضح الملك أن الحكومة والمؤسسات المعنية تعمل على تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى لتحسين إدارة الموارد المائية وضمان توفير الماء لكل المواطنين.

التفرقة بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية

عندما تولى عزيز أخنوش منصب وزير الفلاحة في المغرب، أطلق مشروع المخطط الأخضر، وهو مشروع طموح يهدف إلى تطوير القطاع الفلاحي في البلاد. ركز هذا المشروع على تعزيز إنتاج الخضر والفواكه، مما كان له تأثيرات ملحوظة على الإنتاجية والاقتصاد الزراعي. ومع ذلك، لم يكن الطريق ممهداً بالورود، حيث واجه المشروع مجموعة من الانتكاسات والتحديات البيئية.

من أبرز الانتكاسات التي عرفها المخطط الأخضر كانت مشكلة الماء. على الرغم من النجاح الذي حققه المشروع في زيادة إنتاج الخضر والفواكه، إلا أنه لم يعطِ الأولوية الكافية للحفاظ على الموارد المائية. هذا النقص في التركيز على استدامة المياه أدى إلى استنزاف الفرشة المائية في العديد من المناطق، مما أثار قلق الفلاحين والبيئيين على حد سواء.

ما فرقه أخنوش جمعه بركة

رغم أن عزيز أخنوش أصبح رئيس الحكومة فيما بعد، واحتفظ حزبه بوزارة الفلاحة، إلا أن قطاع الماء تم إسناده للوزير نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال ووزير التجهيز. وقد أطلق بركة مجموعة من المشاريع للحفاظ على الماء، بما في ذلك عدد من بناء السدود ومحطات لتحلية المياه . هذه الجهود تسعى إلى معالجة النقص الذي خلفه التركيز الشديد على إنتاج الخضر والفواكه في المخطط الأخضر.

تظهر جهود نزار بركة في الحفاظ على الموارد المائية أهمية التنسيق بين مختلف القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة. يمكن القول إن ما فرقه عزيز أخنوش من الماء في فترة ولايته كوزير للفلاحة، يسعى نزار بركة الآن لجمعه من خلال مشاريع أطلقها مكلف بالماء، مما يعزز الأمل في تحقيق توازن أفضل بين الإنتاجية الزراعية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

مشاريع تنموية كبرى

من جهة أخرى استعرض الملك محمد السادس في خطابه بعض المشاريع التنموية الكبرى التي تسعى المملكة إلى تنفيذها في إطار استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية. ومن بين هذه المشاريع، تحسين شبكات توزيع المياه، وبناء السدود، واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة لترشيد استهلاك المياه.

اختتم الملك محمد السادس خطابه بالتأكيد على أهمية التعاون بين جميع فئات المجتمع لتحقيق الأهداف المرجوة في مجال إدارة الموارد المائية. وأعرب عن ثقته في قدرة الشعب المغربي على تجاوز هذه التحديات والمضي قدما نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة.

بهذا الخطاب السامي، أعطى الملك محمد السادس إشارة قوية إلى التزام المملكة بالتصدي لتحديات ندرة المياه والسعي نحو حلول فعالة تضمن توفير الماء لكل المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة