الشرارة التي أشعلها بنعلي المنصوري… هكذا وُلد “منبت الأحرار”

الرباط اليوم
لم يكن يخطر في بال بنعلي المنصوري، ابن الريف وأحد رجالات الدولة، أن فكرة بسيطة راودته في إحدى ليالي مدريد ستتحول إلى منعطف حاسم في تاريخ المغرب الحديث. لم يكن شاعرًا ولا من أهل الفن، بل رجل مهام خاصة عُرف بقربه من دوائر القرار، وكان حينها موفدًا رسميًا من طرف الملك الحسن الثاني إلى القصر الملكي الإسباني.
في تلك الليلة، وبينما كان يتابع نهاية البث التلفزيوني للقناة الأولى الإسبانية من غرفته بالفندق، لاحظ شيئًا بدا له غريبًا: النشيد الإسباني يُعزف بكلمات. استغرب، ثم تساءل في صمت: “ولماذا لا يملك المغرب نشيدًا وطنيًا يُنشد بكلمات؟”
لم تذهب الفكرة سدى. ظل السؤال يتردد داخله حتى عودته إلى المغرب. وهناك، وخلال لقاء عابر مع الملك الحسن الثاني في ملعب الغولف بالصخيرات، اغتنم الفرصة وطرح عليه الفكرة. فكان رد الملك حاسمًا: أعجب بالفكرة وأمر فورًا إدريس البصري بالشروع في إعداد مشروع لإضافة كلمات للنشيد.
سرعان ما دخلت الآلة الرسمية على الخط، وتم تشكيل لجنة لاختيار الكلمات المناسبة. وبعد منافسة بين عدد من الشعراء، وقع الاختيار على قصيدة كتبها الفاسي علي الصقلي، لتُصبح “منبت الأحرار” النشيد الرسمي الذي نردده اليوم في المدارس والاحتفالات والمحافل الدولية.
ورغم أن التاريخ لا يذكر اسمه كثيرًا، إلا أن الرجل الذي لم يكن له صلة بالشعر أو الموسيقى، هو من أشعل الشرارة الأولى. بنعلي المنصوري، ببساطة، كان العقل الذي أيقظ صوت الوطن