المغرب يدخل سباق الغواصات القتالية

الرباط اليوم
يسعى المغرب لتقوية قدراته البحرية عبر اقتناء غواصات قتالية حديثة، وسط تنافس عسكري متزايد في المنطقة. ورغم نفي شركة “نافانتيا” الإسبانية تلقي أي طلب رسمي من الرباط، فإن تقارير إعلامية فرنسية وإسبانية أكدت أن المغرب يجري تحركات جدية للحصول على غواصات استراتيجية تعزز أسطوله.
صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية كشفت أن المغرب فتح قنوات اتصال مع ثلاث شركات كبرى لتصنيع الغواصات: “نافال غروب” الفرنسية، “تيسين كروب” الألمانية، و*“نافانتيا”* الإسبانية، ضمن خطط لتحديث قواته البحرية على المدى الطويل. ورغم ذلك، صرحت شركة “نافانتيا” الإسبانية لموقع “كونفيدينثيال ديجيتال” بأنها لم تتلق أي طلب رسمي من المغرب، مؤكدة أنها ملتزمة بعدم التعليق على العقود المحتملة مع عملائها.
سباق بحري في المنطقة
تأتي تحركات المغرب بالتزامن مع تعزيز الجزائر لقدراتها البحرية، حيث تسلمت غواصتين جديدتين من طراز “Type 636M” الروسية، والتي تتميز بقدراتها العالية على التخفي والعمل في المياه الساحلية.
في المقابل، يسعى المغرب إلى تنويع مصادر تسليحه، حيث أبدى اهتمامًا بغواصات روسية متطورة من طراز “Amur” المزودة بتقنية الدفع اللاهوائي (AIP)، والتي تتيح لها البقاء تحت الماء لفترات طويلة، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا لأي قوة بحرية حديثة.
دور أوروبي في استراتيجية المغرب
تقارير عدة أشارت إلى احتمالية مناقشة ملف الغواصات خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر الماضي. فرنسا تسعى جاهدة لتأمين صفقة تصنيع أول غواصة مغربية عبر شركة “نافال غروب”. ومع ذلك، يبدو أن المغرب يتبع نهجًا مدروسًا يقوم على تنويع مصادر تسلحه، وهو ما أكدته صفقات سابقة مع الولايات المتحدة وفرنسا، إلى جانب الاهتمام بمنظومات روسية مثل الدفاع الصاروخي “S-400”.
الرباط بين التحديث والتوازن الإقليمي
خطط المغرب لتحديث أسطوله البحري تعكس رغبة في الحفاظ على توازن عسكري في منطقة تشهد تغيرات استراتيجية متسارعة. وفي ظل التحركات الجزائرية المكثفة، يبدو أن الرباط مصممة على مواكبة التحديات من خلال الاستثمار في معدات عسكرية متطورة تضمن لها التفوق والجاهزية لمواجهة أي تهديد محتمل.