تبون يعزز دور شنقريحة في هيكل السلطة وتأثير ذلك على علاقات الجزائر مع المغرب
الرباط اليوم
أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024، تعديلاً حكومياً واسعاً شمل تغييرات في عدد من الوزارات الرئيسية، بالإضافة إلى تعيينات جديدة واستحداث وزارة للتجارة الخارجية. وقد تصدر هذا التعديل تعيين الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في منصب وزير منتدب لدى وزير الدفاع الوطني، مع احتفاظ تبون بمنصب وزير الدفاع الوطني، مما يعكس أهمية دور شنقريحة المتنامي في هيكل السلطة الجزائرية.
الفريق السعيد شنقريحة يُعد من أبرز الشخصيات العسكرية في الجزائر، وقد تولى منصب رئيس أركان الجيش منذ ديسمبر 2019 بعد وفاة الفريق أحمد قايد صالح. وخلال فترة توليه هذا المنصب، لعب شنقريحة دوراً محورياً في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتعزيز كفاءتها، ما جعله يحظى بمكانة بارزة في المشهد السياسي والأمني للبلاد. ويُشير تعيينه في هذا المنصب الحكومي الجديد إلى تعزيز نفوذه في إدارة شؤون الدفاع الوطني، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الإقليمية والدولية.
إلى جانب تعيين شنقريحة، شمل التعديل الحكومي تغييرات أخرى مهمة. فقد تم تعيين لطفي بوجمعة وزيراً للعدل حافظاً للأختام خلفاً لعبد الرشيد طبي، في خطوة تهدف إلى تطوير المنظومة القضائية وتعزيز استقلاليتها. كما تم تعيين محمد الصغير سعداوي وزيراً للتربية الوطنية، وهو المنصب الذي كان يشغله عبد الكريم بلعابد، بهدف تحديث قطاع التعليم وتلبية التحديات المستقبلية.
وفي قطاع البريد والمواصلات، عُيّن سيد علي زروقي وزيراً جديداً، بينما تم تعيين سيفي غريب وزيراً للصناعة خلفاً لعلي عون، في محاولة لتعزيز السياسات الصناعية وتحفيز النمو الاقتصادي. من ناحية أخرى، شهدت وزارة الرياضة تعيين وليد صادي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وزيراً للرياضة خلفاً لعبد الرحمان حماد، ما يعكس أهمية الرياضة في السياسة العامة للبلاد.
ومن التعديلات البارزة أيضاً، تعيين زهير بللو وزيراً للثقافة والفنون، خلفاً لصورية مولوجي، التي أصبحت وزيرة للتضامن والأسرة وقضايا المرأة. كما استحدثت الحكومة وزارة جديدة للتجارة الخارجية وترقية الصادرات، حيث تم تعيين محمد بوخاري وزيراً لها، مع الإبقاء على الطيب زيتوني وزيراً للتجارة الداخلية.
في وزارة الاتصال، تم تعيين محمد مزيان خلفاً لمحمد لعقاب، مما يشير إلى توجهات جديدة في السياسة الإعلامية للبلاد. أما في قطاع الشباب، فقد تم تعيين مصطفى حيداوي وزيراً للشباب مكلفاً بالمجلس الأعلى للشباب، مما يؤكد الاهتمام الحكومي بتمكين الشباب وإشراكهم في اتخاذ القرارات.
هذا التعديل الحكومي يعكس رؤية جديدة للرئيس تبون، تهدف إلى تعزيز كفاءة المؤسسات الحكومية وتحقيق الاستجابة السريعة للتحديات الراهنة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. كما يُظهر اهتمام الحكومة بإعادة توزيع الأدوار وتحديث المناصب بما يتماشى مع التطورات الوطنية والدولية.