ثانوية تتحول إلى مول بالرباط؟ جدل جديد حول مستقبل التعليم العمومي
الرباط اليوم
أثارت عملية الشروع في هدم ثانوية المحيط العمومية، الواقعة في قلب العاصمة الرباط، موجة من التساؤلات والاستياء، دفعت النائبة نادية التهامي عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إلى توجيه سؤال كتابي عاجل إلى وزير التربية الوطنية، تطالب فيه بكشف مصير هذه المؤسسة التعليمية العريقة والمنشآت الملحقة بها.
وأكدت البرلمانية، استنادًا إلى معطيات متداولة، أن أشغال الهدم طالت بالفعل الثانوية، إلى جانب عدد من البنايات المجاورة، من بينها السكنيات الوظيفية، والمطبعة، والمرافق الإدارية المتصلة بالمؤسسة، وذلك بعد موجة هدم مماثلة شملت منازل في منطقة سانية غربية.
ووصفت التهامي غياب التوضيحات الرسمية بخصوص هذه الأشغال بـ”المقلق”، معبرة عن خشيتها من أن يكون العقار، الذي يقع في موقع استراتيجي وتقدّر قيمته بمليارات السنتيمات، قد تم تفويته لفائدة منعش عقاري خاص بغرض إنشاء مركز تجاري ضخم (مول).
وفي هذا السياق، طرحت النائبة سؤالين مباشرين على الوزير المعني: أولهما يتعلق بصحة المعلومات المتداولة بشأن عملية التفويت، والثاني يخص الدوافع الفعلية وراء هذه الخطوة، في وقت تعاني فيه العاصمة من نقص حاد في البنية التحتية التعليمية العمومية.
ويأتي هذا التدخل البرلماني في ظل تزايد المخاوف من تنامي ظاهرة تحويل الممتلكات العمومية، خاصة ذات الطابع التعليمي والاجتماعي، إلى مشاريع استثمارية تجارية، وهو ما تعتبره أصوات حقوقية ومجتمعية تهديدًا لحق المواطنين في التعليم والخدمات العمومية ذات الجودة.
