صفقة المروحيات والاتفاقيات الاستراتيجية.. تفاصيل زيارة ماكرون المرتقبة إلى الى العاصمة الرباط
الرباط اليوم
تستعد العلاقات بين المغرب وفرنسا للانتقال إلى مرحلة جديدة، مع زيارة الدولة المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب من 28 إلى 30 أكتوبر، بدعوة من الملك محمد السادس. تأتي هذه الزيارة لتأكيد تجاوز الخلافات الدبلوماسية بين البلدين وفتح آفاق واسعة للشراكة الاستراتيجية بينهما. ومن المتوقع أن تثمر الزيارة عن توقيع مجموعة من الصفقات الاقتصادية البارزة، تتصدرها صفقة شراء 18 مروحية تكتيكية من طراز “كاراكال” لشركة “إيرباص”، والتي تتضمن تزويد القوات الجوية المغربية والدرك الملكي بهذه المروحيات، إلى جانب توقيع اتفاقيات تغطي قطاعات حيوية كالتعليم والطاقة والمياه والأمن الداخلي.
وتستعد “إيرباص” لاستغلال هذه الزيارة لتحقيق مزيد من العقود والصفقات في السوق المغربية، حيث يُرتقب توقيع اتفاقيات خلال “اللقاءات الاقتصادية المغربية-الفرنسية” يوم 29 أكتوبر. وتركز الشركة على تعزيز وجودها في المغرب عبر إبرام صفقات مهمة، من بينها تلك المتعلقة ببيع 12 مروحية للقوات الجوية و6 مروحيات للدرك.
وفي سياق موازٍ، تسعى “إيرباص” للطائرات التجارية للاستفادة من هذه الزيارة لدعم فرصها في صفقة تجديد أسطول شركة الخطوط الملكية المغربية (RAM)، عبر تقديم طائرات A220 وA320 وA350 لتعزيز كفاءة الأسطول وتحديثه، وذلك في ظل اعتماد “الخطوط الملكية المغربية” تاريخيًا على طائرات “بوينغ”. ورغم محاولات “الصحيفة” التواصل مع شركة الخطوط الملكية المغربية ووزارة النقل حول هذه الصفقة، لم تحصل حتى الآن على أي تأكيد رسمي.
ومن المرتقب أن يشرف الملك محمد السادس، إلى جانب الرئيس ماكرون، على مراسم توقيع اتفاقيات تتعلق بقطاعات الطاقات المتجددة، وتحلية المياه، والتعليم، والأمن الداخلي، مما يشير إلى استعداد فرنسا لدعم المغرب في تعزيز بنيته التحتية استعداداً لاستضافة بطولات رياضية كبرى مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وتأتي هذه التحركات في سياق حرص فرنسا على الحفاظ على دورها كشريك اقتصادي رئيسي للمغرب، رغم توترات السنوات الأخيرة بين الرباط وباريس. فقد ظلت فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في المملكة، والمصدر الرئيسي لإيرادات السياحة والتحويلات المالية من الجالية المغربية، ما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين البلدين.
ورغم المنافسة المتزايدة من الصين وإسبانيا في السوق المغربية، تسعى فرنسا للحفاظ على مكانتها عبر استراتيجيات فعالة تعزز من استثماراتها في المملكة. ويبدو أن هذه الزيارة قد تفتح آفاقًا جديدة للتعاون، في ظل توجه المغرب لتطوير بنيته التحتية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مما قد يسهم في تعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين في ظل المنافسة الإقليمية المتزايدة.