ضحى من أجل المغرب.. القصة البطولية لعادل تندوفت
الرباط اليوم
في سباق شهد تلاحمًا رياضيًا وروحًا جماعية نادرة، أظهر العداء المغربي عادل تندوفت مثالا حيا للتضحية والفداء من أجل بلده وزميله في الفريق، سفيان البقالي، وذلك في الأولمبياد المنظم بالعاصمة الفرنسية باريس.
في آخر 400 متر من السباق، لاحظ تندوفت أن العدائين الإثيوبيين خلقوا جدارًا أمام البقالي، مما دفعه إلى المركز التاسع. في تلك اللحظة الحاسمة، اتخذ تندوفت قرارًا شجاعًا وأطلق العنان لآخر أنفاسه لكسر هذا الحاجز. لقد اندفع بسرعة فائقة متجاوزًا الإثيوبيين، مما أوقعهم في حيرة وشتت تركيزهم، معتقدين أنه يخطط للهروب والفوز بالسباق.
خطوة تندوفت الذكية فتحت المجال أمام البقالي للانقضاض على الصدارة. الإثيوبيون، في خضم الفوضى التي خلقها تندوفت، فقدوا أفضل خططهم وتراجعوا، مما أتاح للبقالي الفرصة للتقدم والفوز بالمركز الأول. بعد السباق، لم يكن للبقالي سوى الاعتراف بفضل تندوفت، حيث ذهب إليه وقبل رأسه عرفانًا بتضحياته التي آثرت على حصد الميدالية لصالح زميله.
هذه اللحظة البطولية، التي اختار فيها تندوفت الخروج من السباق دون ميدالية مقابل تحقيق الفوز لزميله، ستظل خالدة في أذهان الجميع. تندوفت لم يضحي فقط بنجاحه الشخصي، بل أظهر للعالم أجمع أن الروح الرياضية والتضحية من أجل الفريق هي القيم الحقيقية التي يجب أن نسعى جميعًا لتحقيقها.