عشاء في الرباط.. هكذا قرّب سلامة وجهات النظر مع قادة أمريكا اللاتينية
الرباط اليوم
شهدت العاصمة الرباط، يوم الإثنين 1 أبريل 2025، الموافق لثاني أيام عيد الفطر، محطة دبلوماسية لافتة تمثلت في استقبال وفد رفيع من برلمان الأنديز، ضم حوالي أربعين شخصية سياسية من بلدان أمريكا اللاتينية، وذلك في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات مع البرلمان المغربي.
اللافت في هذه الزيارة، أنها لم تقتصر على اللقاءات المؤسساتية، بل حملت بُعداً شخصياً وإنسانياً تمثل في تنظيم لقاء خاص من طرف عبد القادر سلامة، الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين المكلف بالعلاقات مع أمريكا اللاتينية، حيث استقبل الوفد بمنزله الخاص ونظم على شرفه مأدبة عشاء، تحولت إلى مساحة غير رسمية لتبادل وجهات النظر وتقوية أواصر الصداقة بين الجانبين.
هذا النوع من المبادرات يسلط الضوء على دور الأفراد داخل المؤسسات في الدفع بالعلاقات الدولية نحو أبعاد جديدة، تتجاوز الطابع البروتوكولي إلى ممارسات أقرب إلى “الدبلوماسية الناعمة”. عبد القادر سلامة، المعروف بحضوره المتواصل في ملف العلاقات مع أمريكا اللاتينية، اختار أن يسهم بطريقته في تكريس موقف المغرب بشأن قضية الصحراء، من خلال استثمار علاقاته القديمة وشبكة تواصله مع عدد من البرلمانات في المنطقة.
الزيارة تأتي كذلك في سياق تحولات متسارعة في مواقف عدد من دول أمريكا اللاتينية تجاه النزاع حول الصحراء، وهو ما يجعل من تعزيز العلاقات البرلمانية أداة فعالة في الدفاع عن الموقف المغربي. ويبدو أن الرهان على الدبلوماسية الموازية بات خياراً استراتيجياً لدى عدد من الفاعلين المغاربة، في ظل التحديات التي تفرضها الساحة الدولية.
بعيداً عن الأضواء الرسمية، يكشف هذا الاستقبال عن أدوار خفية لكنها مؤثرة، تقوم بها شخصيات برلمانية في رسم ملامح علاقة المغرب بعدد من التكتلات الدولية، وهو ما يجعل من التجربة المغربية في هذا الصدد نموذجاً يُستحق التأمل.
