فضائح مالية تهز علال البحراوي.. مزاعم شراء رئاسة البلدية بملايين السنتيمات
الرباط اليوم
تشهد بلدية سيدي علال البحراوي بإقليم الخميسات موجة من التحقيقات المكثفة التي تقودها الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للدرك الملكي، على خلفية شبهات تتعلق بالفساد المالي والإداري. ملفات ثقيلة يتم التدقيق فيها، وأسماء عديدة من المنتخبين والموظفين والمهندسين والمقاولين وُضعت تحت المجهر في إطار هذه القضية المثيرة.
من بين القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً، اتهامات بشراء منصب رئاسة البلدية في انتخابات 2021 مقابل مبلغ ضخم يصل إلى 470 مليون سنتيم. الوثائق الداعمة لهذه المزاعم شملت تسجيلاً مرئياً يُظهر مستشارين يطالبون باسترجاع شيكات موقعة على بياض. كما أفادت الشهادات بأن الرئيس الحالي للبلدية أقر بنفسه بخسارة هذا المبلغ للحصول على المنصب. هذه التصريحات تم تعزيزها بشهادة شاهدين استمعت إليهما الفرقة الوطنية.
قضية أخرى سلطت التحقيقات الضوء عليها تتعلق بتغيير مسار طريق رئيسية كانت مخصصة لخدمة مشاريع استثمارية إماراتية بقيمة 4 مليارات سنتيم، حيث تم تحويلها لخدمة منزل والد الرئيس. وفقاً للشكاوى، بلغت تكلفة الجزء المحوّل حوالي مليار و200 مليون سنتيم، ما تسبب في رفع قيمة الأراضي المجاورة لمنزل والد الرئيس وإهدار المال العام.
وفي سياق متصل، تطرقت التحقيقات إلى مشروع مركب تجاري لم يُستكمل رغم تخصيص ميزانية تُقدر بمليار و100 مليون سنتيم. هذا المشروع الذي تحول إلى نقطة تجمع للمتسكعين أُدرج ضمن ملفات تُتهم بتبديد المال العام وسوء تدبير الموارد المالية.
التحقيقات لم تتوقف عند هذا الحد، بل شملت شبهة تضارب المصالح في منح صفقات عمومية لشركات يمتلكها أقارب مسؤولين محليين. أبرز ما أثير في هذا الملف هو استحواذ شركتين مملوكتين لصهر النائب الأول للرئيس على حصة الأسد من الصفقات.
من القضايا الأخرى التي أثارت علامات استفهام، تخصيص ميزانية تصل إلى 724 مليون سنتيم للإعداد لزيارة ملكية لم تُنفذ. مسؤولية هذا الهدر وُضعت أمام عمالة الإقليم التي كانت الجهة المشرفة على التحضيرات.
التحقيقات لم تكتمل بعد، حيث استدعت الفرقة الوطنية رئيس البلدية ونائبه الأول لاستجوابهما حول تهم تتعلق بمنح رشاوٍ والتلاعب في الصفقات العمومية. ومع تصاعد الأحداث، ينتظر الرأي العام نتائج هذه التحقيقات التي قد تكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذه القضية التي تهدد ثقة المواطنين في الإدارة المحلية.
