في تسجيل مسرّب.. معاذ البودشيشي يردّ على “المغالطات” ويكشف أزمة مالية داخل الزاوية

الرباط اليوم
أثار تسريب تسجيل صوتي نُشر هذا الأسبوع لمعاذ القاديري البودشيشي، نجل شيخ الزاوية القادرية البودشيشية الشيخ جمال القاديري، جدلاً واسعاً في أوساط مريدي الزاوية ومتابعي الشأن الصوفي بالمغرب، وذلك في ظل تصاعد الحديث عن أزمة القيادة داخل الزاوية بعد تدهور الحالة الصحية للشيخ جمال، الذي يخضع منذ أسابيع للعلاج بالمستشفى العسكري بالرباط، في إطار عناية ملكية خاصة.
وجاء التسجيل، الذي امتد لأزيد من 15 دقيقة، في سياق حديث مع أحد مقدمي الزاوية، حيث دافع معاذ عن نفسه في مواجهة ما اعتبرها “مغالطات” بشأن غيابه عن احتفالات عيد الفطر، موضحًا أن غيابه كان راجعًا إلى الحالة الصحية الحرجة لوالده التي أدخلته في حالة “خزن شديد”، حسب تعبيره.
وأكد معاذ خلال هذا “الأوديو” أنه لا يطمع في خلافة والده على رأس الزاوية، مشدداً على أنه كان هو من يتولى تدبير شؤونها المالية والإدارية خلال عهد الشيخ الراحل حمزة القاديري، نافياً بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه بقطع الموارد المالية عن الزاوية. واعتبر أن بعض “المشوشين” هم من زرعوا فكرة طموحه في الخلافة لتأجيج الخلاف داخل الطريقة، مؤكداً في المقابل أنه في خدمة الطريقة وخدمة والده “الحبيب جمال”، قائلاً: “أنا ابن هذه الطريقة وسأبقى في خدمتها دائماً وراء والدي”.
وفي معرض حديثه، أقرّ معاذ بوجود أزمة مالية خانقة داخل الزاوية، موضحًا أن تراجع الموارد يعود إلى فتور بعض المريدين، قائلاً: “عندما يبرد المريد، يبرد حتى عطاؤه الروحي والمادي، أما العكس، فعندما يسخن، يكون كله عطاء”.
ورغم نفيه الطموح الشخصي لتولي قيادة الزاوية، لفت غياب أي إشارة في التسجيل إلى شقيقه الأكبر منير القاديري، الذي يُعتبر من الأسماء البارزة داخل الطريقة، انتباه المتابعين، وطرح تساؤلات حول مواقف معاذ الحقيقية وتوجهات الزاوية في مرحلة ما بعد الشيخ جمال.
وكان الشيخ جمال القاديري البودشيشي قد نقل خلال الأسابيع الماضية إلى المستشفى العسكري بالرباط لتلقي العلاج، إثر تدهور وضعه الصحي، وذلك بعد عناية ملكية خاصة وتجند الطاقم الطبي لمتابعة حالته الدقيقة، ما يعكس مكانته الرفيعة داخل المشهد الديني المغربي.
وتبقى الزاوية القادرية البودشيشية، التي تُعد من كبرى الزوايا الصوفية في العالم الإسلامي، أمام مرحلة مفصلية قد تعيد رسم ملامح قيادتها ومستقبلها، في ظل الضبابية التي تخيم على ملف الخلافة والصعوبات المالية التي تعاني منها المؤسسة الروحية.