مايرسك تعدل مسار شحنها: طنجة المتوسط في قلب التجارة العالمية

الرباط اليوم
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، قررت شركة الشحن العملاقة “مايرسك” تعديل مسار خدمتها MECL، معتمدة ميناء طنجة المتوسط محطة رئيسية في رحلاتها بين الشرق الأوسط، الهند، والولايات المتحدة. هذا التوجه يعكس الأهمية المتزايدة للميناء المغربي في منظومة التجارة العالمية، ويأتي على حساب ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني الذي كان يشكل جزءًا من المسار سابقًا.
التعديلات الجديدة تضمنت إضافة ميناء “مندرا” في الهند كمحطة جديدة، لتعزيز الربط بين الهند والولايات المتحدة، مع إلغاء التوقف في الجزيرة الخضراء خلال الرحلات المتجهة غربًا. في المقابل، أصبح ميناء طنجة المتوسط نقطة التوقف الأساسية للرحلات العائدة نحو الشرق الأوسط.
هذا التحول ليس مجرد تغيير في الوجهات، بل هو جزء من رؤية استراتيجية لتقليل أوقات العبور؛ حيث أعلنت “مايرسك” أن هذه الخطوة ستخفض زمن الشحن من الهند وباكستان والشرق الأوسط إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بنحو خمسة أيام. علاوة على ذلك، جاء القرار كإجراء لتجنب تكاليف إضافية محتملة مرتبطة بنظام الاتحاد الأوروبي لتجارة انبعاثات الكربون، إذ لن يتوقف الخط في أي ميناء أوروبي رغم مروره بالبحر المتوسط.
الجدول الجديد للخدمة، الذي يبدأ من ميناء جبل علي في الإمارات، يشمل موانئ رئيسية في الهند وعُمان والولايات المتحدة، إلى جانب ميناء طنجة المتوسط. ومن المتوقع أن تدخل هذه التعديلات حيز التنفيذ في 24 فبراير المقبل، مع أول رحلة للسفينة “مايرسك أتلانتا”، مما يعزز مكانة طنجة المتوسط كمركز لوجستي عالمي.
تأتي هذه الخطوة في سياق تنافسي عالمي تسعى فيه موانئ مثل طنجة المتوسط لإثبات جدارتها كحلقة وصل رئيسية في سلسلة التوريد العالمية، في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي تؤثر على صناعة النقل البحري.