مصحة الدكتور التازي في أيدي مولاي حفيظ العلمي: استثمار جديد يثير الجدل

الرباط اليوم
يبدو أن رجل الأعمال والوزير السابق مولاي حفيظ العلمي لا يتوقف عن توسيع نشاطاته الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية المغربية. فبعد تحقيقه اختراقات ناجحة في قطاعي التأمين والقطاع البنكي، من خلال شرائه مؤخراً نسبة كبيرة من أسهم “الشركة العامة”، يبدو أن العلمي قد وضع نصب عينيه دخول مجال جديد، وهو القطاع الصحي.
كشفت مصادر موثوق للرباط اليوم أن مولاي حفيظ العلمي يعتزم الاستثمار في المجال الصحي من خلال شراء مصحة “الشفاء”، التي كانت مملوكة سابقاً للدكتور التازي. الدكتور التازي، الذي أُفرج عنه من سجن عكاشة في الأشهر الأخيرة، كان يواجه سلسلة من التهم التي أثارت الكثير من الجدل على الساحة العامة، بما في ذلك التلاعب في الفواتير وجرائم مالية أخرى، ما جعل مصحته في قلب النقاش العام لعدة سنوات.
مصحة “الشفاء”، التي كانت تعتبر واحدة من أهم المؤسسات الصحية الخاصة في المنطقة، تعرضت لضغوط كبيرة بعد اعتقال مالكها، حيث انخفضت سمعتها وتراجعت ثقة المرضى والعملاء فيها. ومع ذلك، قد يكون استحواذ مولاي حفيظ العلمي على المصحة بمثابة فرصة لإعادة بنائها وترميم سمعتها، خاصة مع اعتباره واحداً من أبرز المستثمرين الذين نجحوا في تطوير مشاريع اقتصادية متعددة في المغرب.
ويرى مراقبون أن دخول العلمي إلى القطاع الصحي، الذي يعاني من تحديات كثيرة في المغرب، قد يكون خطوة ذكية لتعزيز التنويع في محفظة استثماراته. يُعرف عن العلمي حنكته في إدارة الأعمال ورؤيته الاستراتيجية التي غالباً ما تركز على استغلال الفرص الناشئة في الأسواق المختلفة، وهو ما قد يعكسه قراره الأخير بالاستثمار في مجال الصحة.
من ناحية أخرى، يتساءل البعض عن قدرة العلمي على إحداث تغيير حقيقي في مصحة كانت محط جدل واسع، خاصة في ظل التحديات القانونية والمالية التي واجهتها المصحة في الفترة السابقة. لكن من المؤكد أن هذه الخطوة ستشكل اختباراً جديداً لقدرته على تحويل المشاريع المتعثرة إلى قصص نجاح، كما فعل في العديد من مشاريعه السابقة.
في نهاية المطاف، ستكشف الأيام المقبلة عن تفاصيل أكثر حول هذه الصفقة وما إذا كانت ستُحدث تحولاً نوعياً في القطاع الصحي الخاص بالمغرب، وعن مدى قدرة مولاي حفيظ العلمي على إعادة بناء الثقة في مؤسسة صحية كانت ذات يوم نموذجاً للرعاية الطبية الخاصة في البلاد. ومع ذلك، يبقى واضحاً أن العلمي، كرجل أعمال ذي رؤية استثمارية بعيدة المدى، لن يتوانى عن استثمار الفرص المتاحة، مهما كانت التحديات المحيطة بها.