مغاربة صنعوا المجد في الملاعب الإسبانية: رحلة نجاح وأرقام قياسية

الرباط اليوم

هناك تاريخ طويل للاعبي كرة القدم المغاربة الذين وصلوا إلى إسبانيا. بدأ هذا التاريخ في أواخر أربعينيات القرن العشرين مع وصول توماس باستور، وهو لاعب غير معروف بشكل كبير وقد لعب لفترة قصيرة مع نادي ديبورتيفو ألكويانو وليفانتي. لكن أول من لفت الانتباه حقًا كان “اللؤلؤة السوداء” العربي بن مبارك، وهو مهاجم فاز بالدوري الإسباني مرتين مع أتلتيكو مدريد (1949/50 و1950/51).

في تلك السنوات أيضًا، تألق عبد الله بن مبارك، الجناح الأيسر الذي لعب موسمًا مع غرناطة ثم انتقل إلى مالقا، النادي الذي قضى فيه عقدًا من الزمن قبل أن يعتزل ويواصل العمل في إسبانيا كمدرب. في بلده كان يُعرف باسم “عبد الله مالقا”. كما مر من مالقا حارس المرمى الزاكي بادو، الذي لعب في النادي بين 1987 و1992 (في عام 1991 كان وصيفًا في كأس الملك). هؤلاء هم أول المغاربة الذين تألقوا في كرة القدم الإسبانية، وهم رواد ظاهرة توسعت مع مرور السنوات.

كما هو الحال في المغرب، خاصة في المدن الشمالية، يعرف الكثيرون تفاصيل أسماء لاعبي كرة القدم الإسبان الأكثر شهرة، وأيضًا الشباب الذين يرتدون قمصان ريال مدريد وبرشلونة. هناك عدد من اللاعبين المغاربة الذين تركوا بصمتهم في كرة القدم الإسبانية وأصبحوا معروفين بين مشجعي العديد من الفرق في البلاد، كما يتضح من خلال الفيديو الذي تم تحميله على الحساب الرسمي للدوري الإسباني على منصة “إكس” باللغة العربية في عام 2020.

العلاقة بين إسبانيا والمغرب – التي تتجاوز كرة القدم لكنها تنعكس جيدًا في تاريخ هذه الرياضة – تظهر أيضًا عندما يتم ذكر العديد من حالات اللاعبين الذين اضطروا إلى الاختيار بين إحدى المنتخبين الوطنيين أو حتى لعبوا مع كليهما.

من المهم أن نلاحظ أن إسبانيا كانت تسيطر على جزء من أراضي المغرب من خلال الحماية بين عامي 1912 و1956. وفي الوقت الحالي، يشكل المغاربة أكبر جالية أجنبية في إسبانيا، حيث يقدر أن هناك حوالي 900,000 شخص من هذا الأصل يعيشون في البلاد.

من جهة أخرى، واحدة من النجوم الكبيرة للمنتخب الإسباني الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية 2024 هو لامين يمال، الذي والده مغربي. وأحد أبرز الشباب الصاعدين في ريال مدريد، إبراهيم دياز، اختار اللعب للمنتخب المغربي، مستفيدًا من رابط أقل مباشرة، وهو جدته من جهة الأب.

التقاطع بين الاختيارات موجود بكثرة، واختيار بين “لا روخا” و”أسود الأطلس” لم يكن دائمًا سهلًا لأولئك الذين كان عليهم اتخاذ القرار. هناك العديد من الحالات التي تشهد على ذلك، بدءًا من حالة أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان الحالي، الذي هو ابن مغربيين ولكنه ولد في مدريد ولعب في ريال مدريد وفي منتخب إسبانيا تحت 19 عامًا.

ومع ذلك، قرر حكيمي الظهور لأول مرة مع المنتخب المغربي في 2016 ولعب بالفعل في بطولتين لأمم إفريقيا وفي كأسين للعالم (2018 و2022) مدافعًا عن ألوان بلاده. في كأس العالم في قطر، نفذ ركلة الجزاء التي أقصت إسبانيا في دور الـ16.

حالة منير الحدادي مشابهة. ابن لأبوين مغربيين، ولد في مدريد، كان ناشئًا في برشلونة ووصل إلى المنتخب الإسباني الأول في مباراة رسمية في 2016، عندما كان المدرب فيسينتي ديل بوسكي. من خلال طعن مقدم إلى الفيفا، أبلغ المغرب رسميًا أن اللاعب يرغب في اللعب للمنتخب الإفريقي. وبما أن مشاركته مع المنتخب الإسباني كانت عندما كان الحدادي أقل من 21 عامًا، قبلت الفيفا ذلك. لعب المهاجم في برشلونة، فالنسيا وإشبيلية، من بين أندية إسبانية أخرى.

إز عبده، المهاجم الحالي لبيتيس، ولد في المغرب عام 2001 ولكن في سن السابعة أخذته عائلته للعيش في إسبانيا. كان ناشئًا في برشلونة، وبالجنسية المزدوجة، تخلى عن المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2021 منتظرًا دعوة إسبانية لم تأتِ أبدًا. ثم قبل دعوة جديدة من المغرب ولعب كأس العالم في قطر للمنتخب الإفريقي.

لاعب آخر كان في الدوري الإسباني هو منير محمدي، الذي ولد عام 1989 في مدينة مليلية، المدينة الإسبانية ذاتية الحكم الواقعة في شمال إفريقيا. عائلته مغربية. كان بإمكانه اللعب لأي من المنتخبين إذا ما تمت دعوته، لكنه قرر في سن مبكرة أنه سيلعب للمغرب. كان حارس المرمى الأساسي للمنتخب المغربي في كأس العالم في روسيا 2018 ولعب مباراة في قطر 2022. في إسبانيا، قضى جزءًا كبيرًا من مسيرته، حيث دافع عن مرمى مليلية، سبتة، ألميريا ومالقا.

وأخيرًا، حالة إلياس أخوماش، الذي ولد وترعرع في برشلونة، لكنه ابن مغربيين. كان ناشئًا في برشلونة وظهر لأول مرة مع الفريق الأول في مباراة الدوري ضد إسبانيول. في 2023، وقع مع فياريال. عندما تم استدعاؤه من قبل منتخب إسبانيا تحت 21 عامًا، رفض. قال إنه يفضل تمثيل المغرب. “نشأت في أسرة عربية، أنا مغربي وأشعر أيضًا أنني مغربي. إنه شيء طبيعي: من خلال الثقافة، المنزل، الدين… كل محيطي مغربي”، شرح أخوماش.

كل هذه القصص هي دليل ملموس على العلاقة الوثيقة والمكثفة بين البلدين في مجال كرة القدم. في السنوات الأخيرة، ظهر العديد من اللاعبين المغاربة الذين قدموا أداءً جيدًا في الدوري الإسباني. عدد المباريات التي لعبوها في الدرجة الأولى لكرة القدم في إسبانيا دائمًا ما يكون مؤشرًا جيدًا على أداء اللاعب: إذا لعب كثيرًا، فهذا لسبب ما. لهذا اخترنا هنا أن نعدد 5 لاعبين مغاربة خاضوا أكبر عدد من المباريات في الدوري الإسباني.

– منير الحدادي (6 أندية، 242 مباراة)
– يوسف النصيري (3 أندية، 230 مباراة)
– نور الدين نايبت (نادي واحد، 211 مباراة)
– نبيل الزهر (3 أندية، 207 مباريات)
– بونو (3 أندية، 158 مباراة)
– موحا (2 أندية، 149 مباراة)
– فيصل فجر (3 أندية، 138 مباراة)
– يوسف العربي (نادي واحد، 130 مباراة)
– زهير فضال (5 أندية، 116 مباراة)
– نور الدين أمرابط (ناديان، 89 مباراة)
– بادو الزاكي (نادي واحد، 77 مباراة)
– نبيل باها (نادي واحد، 73 مباراة)
– العربي بن مبارك (نادي واحد، 66 مباراة)
– عبد الصمد الزلزولي (3 أندية، 66 مباراة)
– عبد العزيز برادة (نادي واحد، 64 مباراة)
– محمد بن محجوب (نادي واحد، 52 مباراة)
– حسن فاضل (2 أندية، 47 مباراة)
– مصطفى حاجي (2 أندية، 47 مباراة)
– إبراهيم دياز (نادي واحد، 46 مباراة)
– جواد الياميق (نادي واحد، 44 مباراة)
– سعيد شيبا (نادي واحد، 41 مباراة)
– صلاح الدين بصير (نادي واحد، 36 مباراة)
– سفيان بوفال (نادي واحد، 35 مباراة)
– أنور (نادي واحد، 33 مباراة)
– إلياس أخوماش (2 أندية، 33 مباراة)
– شيشا (نادي واحد، 29 مباراة)
– حسن نادر (نادي واحد، 27 مباراة)
– سليم أملاح (2 أندية، 27 مباراة)
– عبد الله بن مبارك (2 أندية، 27 مباراة)
– عبد الكبير عبقر (نادي واحد، 27 مباراة)
– شادي رياض (2 أندية، 27 مباراة)
– وليد الركراكي (نادي واحد، 26 مباراة)
– مهدي كارسيلا-غونزاليس (نادي واحد، 22 مباراة)
– زكريا برغديش (نادي واحد، 22 مباراة)
– عصام العدوة (نادي واحد، 22 مباراة)
– محمد التيمومي (نادي واحد، 20 مباراة)
– أسامة إدريسي (2 أندية، 20 مباراة)
– أنخيل سيبريان أورتيز (2 أندية، 15 مباراة)
– طارق أوليدا (نادي واحد، 15 مباراة)
– سفيان شاكلا (2 أندية، 14 مباراة)
– مولاي الغراف (نادي واحد، 14 مباراة)
– منير الحمداوي (نادي واحد، 13 مباراة)
– محمد رياجي (2 أندية، 13 مباراة)
– عبد الرزاق بن محمد (نادي واحد، 12 مباراة)
– عدنان تغدويني (نادي واحد، 10 مباريات)
– أسامة طنان (نادي واحد، 10 مباريات)
– أشرف حكيمي (نادي واحد، 9 مباريات)
– خوسيه سولير (نادي واحد، 7 مباريات)
– عبد الرحمن قابوس (نادي واحد، 7 مباريات)
– عمر الهلالي (نادي واحد، 5 مباريات)
– نبيل أبرضين (نادي واحد، مباراتين)
– هشام الخلوع (نادي واحد، مباراة واحدة)
– نبيل تويزا (نادي واحد، مباراة واحدة)
– ياسين قاسمي (نادي واحد، مباراة واحدة)
– هاشم مستور (نادي واحد، مباراة واحدة)
– سليم الجباري (نادي واحد، مباراة واحدة)
– توماس باستور (نادي واحد، مباراة واحدة)
– عبد الرحيم ريحاني (نادي واحد، مباراة واحدة)
– ياسين طالال (نادي واحد، مباراة واحدة)
– رشاد فتال (نادي واحد، مباراة واحدة)