الرئيسية | المغرب 2030

مغرب 2030.. هل يمكن ل “لارام” مواجهة منافسيها في ظل قيادة عدو؟

نشر في 27 أغسطس 2024 - 17:54

الرباط اليوم

قبل حوالي سنة، قرر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، تيوولد جبريماريام، تقديم استقالته لأسباب صحية. هذا القرار لم يكن سهلاً بالنسبة لرجل قدّم الكثير للشركة، حيث تولى قيادة الخطوط الإثيوبية في عام 2011 عندما كان أسطول الشركة يتكون من 33 طائرة فقط. تحت قيادته، تحولت الشركة إلى أكبر خطوط جوية في إفريقيا، حيث وصل الأسطول إلى 131 طائرة مع زيادة في المبيعات السنوية من مليار دولار إلى 4.5 مليار دولار في غضون سنة واحدة، وعدد المسافرين من 3 ملايين إلى 12 مليون مسافر.

ورغم كل هذه الإنجازات، عندما شعر تيوولد بتدهور حالته الصحية وتأثير ذلك على قدرته على أداء مهامه، فضّل الاستقالة. لم يُماطل ولم يحاول التمسك بالمنصب، بل اتخذ القرار بناءً على إحساسه الشخصي بتقصيره في أداء واجباته. كان يدير أعماله من المستشفى في أمريكا قبل استقالته بأشهر قليلة، ولكن عندما طالت فترة العلاج، اتخذ القرار المسؤول بالاستقالة لصالح الشركة التي أحبها وخدمها بكل إخلاص.

في المقابل، نجد أن الخطوط الملكية المغربية تحت إدارة عبد الحميد عدو تعاني من انتقادات واسعة فيما يتعلق بالتغطية، الجودة، والخدمة. هذا الأداء المتراجع يثير تساؤلات حول مدى استفادة المدير العام لشركة الخطوط الملكية من تجربة زميله الإثيوبي.

لا يقتصر الأمر على المشاكل الهيكلية والإدارية، بل يمتد إلى تفاصيل صغيرة تعكس تراجع الهوية المغربية داخل الشركة، مثل زي المضيفين والمضيفات الجديد الذي يتسم بألوان لا تعبر عن الطابع المغربي، وكذلك استمرار عرض سلسلة “شارلي شابلان” بالأبيض والأسود ضمن الأشرطة المقدمة داخل الطائرات، في وقت تتطور فيه صناعة الترفيه الجوي عالمياً.

الأمر يزداد أهمية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة المغربية في المستقبل القريب. فالمغرب مقبل على تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وهي مناسبات ضخمة تتطلب جاهزية شاملة على كافة الأصعدة، بما في ذلك قطاع الطيران. من غير المقبول أن نبقى نتحدث عن تطوير الخطوط الجوية المغربية في وقت يجب أن تكون فيه هذه الخطوط جزءاً من الصورة الإيجابية التي ستقدمها المملكة للعالم.

إن الوقت قد حان لعبد الحميد عدو للنظر في تجربة تيوولد جبريماريام والاستفادة من درسه. القرار الشجاع بالاستقالة عند الشعور بالتقصير قد يكون خطوة إيجابية لإفساح المجال لمن يستطيع قيادة الشركة نحو التطوير والنمو، بدلًا من الاستمرار في مسار قد يزيد من تدهور سمعة الشركة على المستويين الوطني والدولي. فالنجاح في تنظيم هذه التظاهرات الرياضية الكبرى يعتمد بشكل كبير على جودة الخدمات والبنية التحتية، والطيران هو جزء لا يتجزأ من هذه الصورة المتكاملة.

loader-image
الرباط
الطقس في الرباط
7:51 ص, ديسمبر 14, 2024
temperature icon 4°C
غيوم متفرقة
100 %
1026 mb
0 Km/h
Wind Gust 0 Km/h
Clouds 40%
Visibility 5 km
Sunrise 8:25 am
Sunset 6:19 pm