الرئيسية | سياسة

من تاونات إلى العالمية: قصة صعود مهندس الاعتراف الدولي بالصحراء المغربية ناصر بوريطة

blank
نشر في 2 أغسطس 2024 - 11:46

الرباط اليوم

ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، هو أحد أبرز الدبلوماسيين الذين يمثلون السياسة الخارجية للملك محمد السادس بمهارة وإتقان. بفضل قدراته الفائقة وخبرته الواسعة، استطاع بوريطة أن يلعب دوراً محورياً في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية، وخاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

جاء بوريطة من عمق المغرب، وتحديداً من مدينة تاونات، حيث نشأ وترعرع قبل أن يلمع نجمه كأحد كبار الشخصيات المغربية. بفضل دبلوماسيته الرفيعة وأسلوبه المتميز في التفاوض، نجح بوريطة في إقناع العديد من الدول بالاعتراف بالصحراء المغربية. لقد خاض مفاوضات شاقة ومعقدة مع دول كانت تدعم جبهة البوليساريو، وتمكن من تغيير مواقفها لصالح المغرب. هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة جهود دؤوبة واستراتيجية محكمة نفذها بوريطة بحرفية عالية.

في محطات دولية متعددة، أثبت بوريطة جدارته كوزير للخارجية، واستطاع أن يحقق للمغرب مكاسب دبلوماسية هامة. بعد النجاح في تحسين العلاقات مع ألمانيا وإسبانيا، تمكن بوريطة من تحقيق إنجاز آخر عندما أعلنت فرنسا دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. هذا التحول في الموقف الفرنسي يعد نصراً دبلوماسياً كبيراً للمغرب، ويعكس التأثير الكبير لبوريطة على السياسة الخارجية.

إن مسيرة ناصر بوريطة حافلة بالإنجازات، وتثبت أنه يستحق وبجدارة أن يكون على رأس الدبلوماسية المغربية. إنجازاته المتعددة في الساحة الدولية تعكس التزامه العميق بمصالح المغرب وتفانيه في خدمة القضايا الوطنية.

بدأ بوريطة مساره الأكاديمي بالحصول على شهادة الإجازة في القانون من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط في عام 1991. ثم حصل على شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية في عام 1993، وتبعها بدبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام في عام 1995.

بدأت مسيرته المهنية في السلك الدبلوماسي بتدرج طبيعي، حيث شغل عدة مناصب بارزة. عمل كسفير ومدير عام العلاقات المتعددة الأطراف والتعاون الشامل، ومدير مديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من 2006 إلى 2009. كما شغل منصب مدير ديوان وزير الخارجية ورئيس مصلحة الهيئات الرئيسية بالأمم المتحدة ورئيس قسم الأمم المتحدة بين 2003 و2006.

امتدت خبرته إلى العمل في الإدارة المركزية للتعاون الوطني بالرباط، وكذلك في سفارات المغرب في فيينا وبروكسل. في عام 2011، تم تعيينه كاتبًا عامًا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، مما مهد الطريق لتعيينه وزيرًا للخارجية في أبريل 2017 بعد نيل ثقة الملك محمد السادس.

استمر بوريطة في هذا المنصب مع الحكومة الجديدة برئاسة عزيز أخنوش، وتم تجديد الثقة فيه من قبل الملك محمد السادس في التعديل الثالث لحكومة سعد الدين العثماني في 9 أكتوبر 2019. وتم تعيينه مجددًا وزيرًا للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في 7 أكتوبر 2021.

بوريطة يُعتبر من الشخصيات البارزة في الدبلوماسية المغربية، حيث أثبت جدارته وكفاءته في تعزيز مكانة المغرب دوليًا ودعم قضاياها الوطنية، مما جعله يستحق ثقة الملك محمد السادس وتقدير المجتمع الدولي.

لقد استطاع بوريطة أن يكون شوكة في حلق الانفصاليين في المحافل الدولية واللقاءات المباشرة، حيث يزعجهم بفضل هدوئه وحكمته. على الرغم من محاولاتهم المستمرة لتصيد أي خطأ دبلوماسي يمكنهم استغلاله، بوريطة بقي صامدًا وناجحًا في الدفاع عن مصالح المغرب.

بوريطة أظهر قدرته على إدارة الأزمات والتفاوض بمهارة، مما جعله شخصية دبلوماسية بارزة. التفاني الذي يظهره في تحقيق الأهداف الوطنية وضمان سماع صوت المغرب على الساحة الدولية يعكس التزامه العميق بمسؤولياته وواجبه الوطني.

blank
blank