من سيستفيد من العلاقات الجيدة بين الرباط ومدريد؟
الرباط اليوم
نقلت الصحافة الإسبانية بجنوب البلاد، تصريحات مسؤولين محليين، بشأن الاستعدادات الجارية لانطلاق عملية عبور الجالية المغربية بين إسبانيا والمغرب خلال فصل الصيف، حيث من المرتقب أن تبدأ العملية المشتركة “مرحبا” الخاصة بتسهيل تنقل الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، بعد أقل من أسبوعين.
وحسب نفس المصادر، فإن المسؤولين الإسبان في مدن الجنوب، أعربوا عن تفاؤلهم بشأن الاستفادة بأكبر قدر ممكن من حركية تنقل الجالية المغربية، خاصة أن العلاقات بين البلدين هي في أفضل حالاتها، وتساهم في ارتفاع نشاط تنقل الجالية، على عكس ما كان عليه الوضع في السنوات القليلة الماضية، حسب تعبير بعضهم.
وعقدت اللجنة المختلطة المغربية – الإسبانية المكلفة بعملية العبور، في الأسبوعين الماضية، بمدينة طنجة، اجتماعا ناقش الترتيبات العملياتية التي وضعها الطرفان من أجل ضمان أفضل الظروف لإجراء عملية مرحبا 2024 ، لاسيما سلاسة التنقل والأمن والسلامة وتدابير المساعدة والقرب، فضلا عن التدابير التواصلية.
وقد كشف الاجتماع أنه سيتم تسخير 29 سفينة و 7 فاعلين بحريين، لتشغيل 11 خطا بحريا توفر طاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 7 ملايين مسافر ومليوني عربة، وإجراء حوالي 8 آلاف رحلة، كما سيتم أيضا اتخاذ تدابير لضمان الراحة وتسهيلات للركاب (فضاءات ومساحات مظللة، أنظمة ونقط إرشادية، وباحات ما قبل الإركاب في السفن).
ويتوقع العديد من الفاعلين السياحيين في المغرب، أن تشهد المملكة خلال الصيف القادم، تدفقات قياسية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا على أرض الوطن، توقعات تُعززها الطلبات الكثيرة على التذاكر، مما ساهم في ارتفاع أسعارها في الفترة الأخيرة، بالرغ من شكايات أفراد الجالية للسلطات الوزارية الوصية بالتدخل لمنع الزيادات الكثيرة في الأسعار.
وتلعب عملية تنقل الجالية المغربية إلى أرض الوطن في فصل الصيف، دورا كبيرا في إنعاش القطاع السياحي بالمملكة، كما تُعطي هذه الحركية دفعة هامة للاقتصاد الوطني، بالنظر إلى العائدات التي تجنيها المملكة من العملة الصعبة وإنفاق الجالية طيلة الصيف.
ومن جانبها، فإن مدن جنوب إسبانيا، تُعتبر هي أكثر المناطق في إسبانيا استفادة من حركية تنقل الجالية، خاصة أن شريحة عريضة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في دول أوروبية أخرى، كفرنسا وهولندا وبلجيكا، تختار مدن جنوب إسبانيا للاستراحة والتسوق قبل إكمار الرحلة إلى المغرب.
وكانت مدن جنوب إسبانيا قد اشتكت خلال فترة كورونا، وخلال الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، من إلغاء عملية “مرحبا”، وهو ما أثر سلبا على الانتعاش السياحي والاقتصادي بهذه المنطقة.