نزار بركة يقدم عرض سياسيا متنوعا أمام المجلس الوطني ويرفض السباق الانتخابي المبكر

الرباط اليوم
في محطة تنظيمية تميزت بزخم سياسي لافت، احتضنت مدينة سلا، يوم السبت 17 ماي 2025، أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، التي التأمت بقصر المؤتمرات بالولجة، وسط حضور وازن من قيادات الحزب وأعضائه. وترأس الجلسة عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني، بحضور الأمين العام للحزب نزار بركة، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، في لحظة نقاش وطني وحزبي مشحونة بالتحديات والرهانات الكبرى.
وتميزت أشغال الدورة بعرض سياسي موسع قدّمه نزار بركة، ركز فيه على السياق الوطني والدولي الاستثنائي الذي يحيط بانعقاد المجلس، منوهاً بالزخم المتواصل لقضية الصحراء المغربية، واعتبر سنة 2025 محطة حاسمة في مسار هذا الملف الاستراتيجي، بفضل التراكمات المحققة وحنكة الملك محمد السادس، مجدداً التأكيد على انخراط الحزب الكامل في الترافع والدفاع عن مغربية الصحراء.
وفي ما يخص القضايا الدولية، شدد الأمين العام على الموقف الثابت للحزب من القضية الفلسطينية، مندداً بالمجازر المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومؤكداً أن السلام والاستقرار لا يمكن أن يتحققا إلا عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتناول بركة خلال مداخلته المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تنخرط فيها المملكة، من أبرزها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، والمبادرات الإقليمية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، مبرزاً أن حزب الاستقلال يواكب هذه الدينامية من موقعه داخل الحكومة، مستنداً على مرجعيته الفكرية والاجتماعية وقدرته الاقتراحية.
كما سلط الضوء على مجموعة من المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي ساهم الحزب في تحقيقها، كتحسين الدخل، ودعم القدرة الشرائية، وتقليص الفوارق المجالية، ومواجهة تحديات الإجهاد المائي، معتبراً أن هذه الإنجازات تجسد الالتزام الحقيقي بتنزيل البرنامج الحكومي.
وفي سياق حديثه عن الأفق السياسي، أكد بركة رفضه الانجرار إلى صراعات انتخابية سابقة لأوانها، لما لها من أثر سلبي على العمل الحكومي والإصلاحات الجارية، داعياً إلى الحفاظ على التماسك الحكومي وتركيز الجهود على خدمة المواطن وتنزيل توجيهات الملك.
على المستوى الداخلي، أعلن بركة عن انطلاق دينامية تنظيمية جديدة تستهدف تجديد غالبية فروع الحزب بحلول أكتوبر المقبل، وتوسيع قاعدة النخب الحزبية استعداداً للاستحقاقات المقبلة، مشيداً بمجهودات جهاز المفتشين في هذا الإطار.
كما نوه الأمين العام بأداء وزراء الحزب، مشيراً إلى مساهماتهم في تعزيز السيادة الصناعية، وتطوير النقل البحري والمستدام، وتحقيق التماسك الاجتماعي، واستقطاب الاستثمارات، وتوسيع آفاق التجارة الخارجية.
وختم نزار بركة كلمته بدعوة كافة مكونات الحزب إلى مواصلة التعبئة والانخراط في ورش التطوير السياسي، بهدف تعزيز موقع الحزب في المشهد الوطني، والمساهمة الفاعلة في بناء مغرب المستقبل.