هكذا كانت آخر محاولة اغتيال “الحسن 2” سنة 1995

الرباط اليوم
إنه من أشهر المعارضين لنظام الحسن الثاني، و لا يخفي أنه خطط للتآمر على الملك الراحل، في بداية عقد الستينات من القرن الماضي في المنظمة السرية التي كان يقودها رفيقه في النضال شيخ العرب.
إنه مومن الديوري الذي قضى زهاء ثلاثة عقود بين ثنايا النضال لتغيير مغرب ما بعد الاستقلال، رفقة جيل اقتنعوا أن الحل يمكن أن يأتي بالقوة.
عنيد في مواقفه التي قادته في بداية السبعينات من القرن الماضي إلى المنفى الاضطراري الذي فرضته كماشة العسكريين، وعلى رأسهم الجنرال أوفقير، الذي ذاق على أيديه مرارة التعذيب بالمعتقل السري الشهير دار المقري.
صديق شيخ العرب، والمهدي بنبركة أيضا، ولذلك فأنه يرغب في تحقيق ما لم يستطعه الشهيد الذي اختطف، واغتيل بباريس يوم 29 أكتوبر 1965.
ولأنه كذلك فقد عاش جزءا لا بأس به من فورات المغرب المستقل، يعرف جزءا من خباياه التي ظلت طي الكتمان. ففي الوقت الذي تحتفظ الذاكرة السياسية الشعبية لعموم السياسيين و أيضا المغاربة، بحدوث انقلابين فاشلين سنتي 1971 و 1972، يكشف مومن الديوري عن ما هو أكثر إثارة، ويتعلق الأمر باستمرار المؤامرات ضد الحسن الثاني، إلى ما قبل رحيله بسنوات قليلة.
إنها آخر المؤامرات التي نجى منها الملك، نسجت خيوطها في أوائل سنة 1995 باتفاق بين عسكريين وطباخين بالقصر الملكي، كانت ستعجل برحيل الحسن الثاني من خلال تسميمه.
إنها واحدة من المؤامرات الفاشلة، و التي بلغت حسب مومن الديوري 15 محاولة على امتداد الفترة التي حكم فيها الملك الراحل، بطريقة جعلت الديوري يعتبر أن الفرق بين نظام الحسن الثاني ونظام محمد السادس، كالفرق بين السماء و الأرض.
ويقول مومن الديوري في حوار سابق مع أسبوعية “الأيام” أن المؤامرة التي حيكت ضد الحسن الثاني سنة 1995 بهدف تسميمه شارك فيها الطباخون و الطباخات العاملين بالقصر بالإضافة إلى العسكريين.
من جهة أخرى -يقول الديوري- لا يجب أن ينسى الناس أنه بالقصر كان يعمل مربيات للأمراء و الأميرات من مختلف الجنسيات، من إسبانيا و أمريكا وانجلترا وفرنسا، وقد كانت لهؤلاء المربيات أدوار كثيرة بالقصر منها على سبيل الخصوص تعلم الأمراء و الأميرات اللغات الأجنبية، وكن يتمتعن بثقة كبيرة من طرف مشغليهم و العاملين الآخرين، ولذلك فقد كن يعملن كل ما يدور في القصر وكن يقمن بتبليغ ما علموه من أخبار ومعلومات ومعطيات لسفارات بلدانهم في نفس اليوم.
ويضيف الديوري أن هؤلاء الطباخين و الطباخات و السكريين اتفقوا على تسميم الحسن الثاني، حيث كان سيتم وضع السم في وجبة غداء ليتناوله الملك، غير أن هذه العملية فشلت.