هل إعلام العرايشي قادر على مواجهة التحديات؟ الفنيدق كشفت المستور!”
الرباط اليوم
شهدت مدينة الفنيدق والمناطق المحيطة بسبتة المحتلة في الأيام الأخيرة توترًا كبيرًا نتيجة انتشار إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت المئات من الأشخاص، مغاربة وأجانب، للتوجه نحو المنطقة بهدف اقتحام مدينة سبتة. الإشاعات التي زعمت أن الاقتحام سيكون سهلاً ودون مقاومة أمنية، انتشرت قبل عدة أيام من أحداث 14-15 شتنبر الجاري، مما أدى إلى تحرك غير محسوب للكثير من الأفراد.
ومع تزايد حدة الشائعات، لاحظ العديد من المراقبين غيابًا واضحًا للإعلام العمومي المغربي في مواجهة هذه الموجة من الأخبار المضللة، على الرغم من الجهود التي بذلتها المصالح الأمنية لتوقيف مروجي هذه الإشاعات.
هذا الغياب الإعلامي فتح الباب أمام جهات خارجية لاستغلال الوضع. فقد لجأ الإعلام الجزائري إلى نشر تقارير تضمنت مغالطات ومبالغات عن الأحداث، مستهدفًا المغرب في ظل الخلافات السياسية القائمة بين البلدين، مما اعتبره كثيرون جزءًا من حملة “الضرب تحت الحزام”.
ومع استمرار غياب الإعلام الرسمي المغربي، انتشرت أيضًا صور ومقاطع فيديو تظهر شبابًا وقاصرين يجلسون نصف عراة بجوار مركبات للقوات المساعدة. ورغم تداولها كصور حديثة مرتبطة بأحداث شتنبر، نفت مصادر محلية بعمالة المضيق الفنيدق صحتها، موضحة أنها تعود لمحاولات هجرة سابقة تمت عبر السباحة نحو سبتة. في حين أن بعض الصور، التي أظهرت أشخاصًا جالسين قبالة حائط إسمنتي، تثير شكوك المصادر المحلية حول صحتها أو ارتباطها بالمغرب أساسًا، مما يشير إلى عمليات “فبركة” متعمدة لتعزيز الإشاعات.
هذا المشهد يثير تساؤلات حادة حول دور الإعلام العمومي المغربي، بقيادة فيصل العرايشي، في مواجهة مثل هذه الأحداث. أين هو العرايشي من هذه “الفضيحة” الإعلامية؟ وهل بات في “خبر كان” بعد أحداث الفنيدق؟ تساؤلات كثيرة تطرح حول قدرة الإعلام العمومي، تحت قيادة العرايشي، على مواكبة تحديات مغرب 2030 في ظل هذا الغياب الواضح.
هل يمكن للإعلام العمومي، الذي لم يظهر أي تفاعل أو رد فعل سريع لمواجهة الإشاعات وتوضيح الحقائق، أن يكون شريكًا في بناء مغرب المستقبل؟ أم أن “سياسة الصمت” التي ينتهجها ستبقى عائقًا أمام تحقيق رؤية المملكة لعام 2030، تاركة المجال لأطراف معادية لاستغلال الوضع وتشويه صورة البلاد؟
