هل يشكل دعم بركة للحسن حداد نهاية تيار ولد الرشيد داخل حزب الاستقلال؟

الرباط اليوم
في خطوة قد تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل التحالفات الداخلية داخل حزب الاستقلال، أكد مصدر موثوق دعم الأمين العام للحزب، نزار بركة، للوزير السابق وعضو مجلس المستشارين، لحسن حداد، لتولي رئاسة مجلس المستشارين خلفاً للنعم ميارة، الذي يُعتبر من أبرز وجوه تيار ولد الرشيد داخل الحزب.
هذه الخطوة تأتي في سياق تصاعد الصراعات الداخلية داخل حزب الاستقلال، حيث يعتبر تيار ولد الرشيد واحداً من التيارات الأكثر تأثيراً والأشد تحفظاً على سياسة نزار بركة. ويُنظر إلى دعم بركة للحداد كإشارة قوية على رغبته في تقوية موقفه داخل الحزب والحد من تأثير تيار ولد الرشيد، الذي يمثل جناحاً يعارض العديد من التوجهات الجديدة للقيادة الحالية.
إذا نجح لحسن حداد في تولي رئاسة مجلس المستشارين، فإن ذلك قد يمثل نقطة تحول كبيرة في خريطة القوى داخل حزب الاستقلال، ويعزز موقف نزار بركة ويضعف من نفوذ التيار المنافس. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستُعتبر بمثابة “آخر مسمار في نعش” تيار ولد الرشيد، أم أنها ستفتح الباب لمزيد من المناورات والتحالفات داخل الحزب الذي يشهد ديناميكية متسارعة في الفترة الأخيرة.
تُعد هذه المناورات السياسية داخل حزب الاستقلال جزءًا من صراع أوسع بين الأجنحة المختلفة في الحزب، والذي يعود إلى سنوات طويلة من التنافس على القيادة والتأثير في صنع القرار. ويُعرف عن نزار بركة، الذي تولى الأمانة العامة للحزب منذ عام 2017، أنه يسعى لتقديم رؤية جديدة تهدف إلى تعزيز دور الحزب في المشهد السياسي المغربي، ورفع مكانته بين الأحزاب الوطنية.
من جهة أخرى، يُعتبر تيار ولد الرشيد، الذي يقوده حمدي ولد الرشيد، من التيارات التقليدية التي تمتلك قاعدة شعبية قوية في الأقاليم الجنوبية، ولها تأثير واضح في تحديد مسار الحزب في قضايا استراتيجية مهمة. غير أن دعم نزار بركة للحسن حداد يشير إلى تحدٍّ واضح لهذا النفوذ، ومحاولة لفرض رؤية جديدة قد لا تكون بالضرورة متوافقة مع تطلعات التيار التقليدي.
ويبدو أن هذه الخطوة من بركة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب، وقد تكون مقدمة لتحالفات جديدة قد تُعيد تشكيل موازين القوى داخليًا، خصوصًا إذا نجح الحسن حداد في الحصول على رئاسة مجلس المستشارين. فبهذه الخطوة، يسعى نزار بركة لتوجيه رسالة قوية بأن الحزب يحتاج إلى وجوه جديدة ومقاربات مختلفة لمواجهة التحديات المستقبلية، سواء كانت داخلية أو تتعلق بالمشهد السياسي الوطني.
على الجانب الآخر، من غير المستبعد أن يقوم تيار ولد الرشيد بمحاولات مضادة للحفاظ على مواقعه داخل الحزب، وربما الدخول في تحالفات مع تيارات أخرى لمواجهة ما يعتبره “محاولات للهيمنة” من قبل القيادة الحالية. هذا الوضع يعكس حالة من الديناميكية السياسية المستمرة داخل حزب الاستقلال، ويشير إلى أن الأيام القادمة قد تحمل المزيد من المفاجآت خصوصاً في أعضاء اللجنة التنفيدية التي لم يعلن عنها بعد والصراعات التي قد تعيد تشكيل المشهد السياسي الداخلي للحزب، وربما يكون لها تأثيرات أوسع على الساحة السياسية المغربية بشكل عام.
في هذا السياق، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح خطوة نزار بركة في تعزيز نفوذه داخل حزب الاستقلال، أم أنها ستؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية وتكثيف التوترات بين التيارات المختلفة؟ وهل سيؤدي دعمه للحسن حداد إلى تشكيل تحالفات جديدة قد تعيد رسم الخارطة السياسية للحزب، أم أنها ستفتح الباب أمام صراع مفتوح قد يمتد تأثيره خارج حدود الحزب ليشمل التوازنات السياسية الوطنية؟