الرئيسية | وطنية

الصوفي الذي يشتغل في صمت.. محمد ياسين المنصوري مهندس الظل وراء انتصار المغرب في مجلس الأمن

نشر في 4 نوفمبر 2025 - 12:17

الرباط اليوم

محمد ياسين المنصوري.. صوفيّ في الفكر، استراتيجي في الميدان، ومهندس في دهاليز القرار الدولي

مع تصويت مجلس الأمن الدولي أخيرًا لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب سنة 2007، يكون ملف الصحراء المغربية قد بلغ محطته الحاسمة، مؤكدًا وجاهة الرؤية الملكية الحكيمة التي راهنت منذ البداية على حل سياسي واقعي ودائم تحت السيادة المغربية.

لكن خلف هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي، يبرز اسم رجل اشتغل في صمت تام بعيدًا عن الأضواء ، هو محمد ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد)، أحد أبرز العقول التي ساهمت في هندسة هذا التحول النوعي في مسار القضية الوطنية الأولى.

المنصوري، الذي يوصف بـ“الرجل الصوفي”، معروف بتواضعه وبعده عن الأضواء رغم حساسية موقعه. يشتغل في الخفاء بإيقاع هادئ وفعالية نادرة، واضعًا نصب عينيه تنفيذ الرؤية الملكية بكل دقة وذكاء.

تكوينه الفكري والروحي جعله يمزج بين الحكمة والتخطيط الاستراتيجي، فكانت بصمته واضحة في توجيه مسارات العلاقات الاستخباراتية المغربية على الصعيد العالمي، وخاصة في أوروبا، حيث استطاع أن ينسج شبكة معقدة من العلاقات مع أجهزة ومراكز نفوذ مؤثرة.

محمد ياسين المنصوري، ابن مدينة بَجعَد وأحد الرفاق القدامى للملك محمد السادس منذ أيام الدراسة، راكم تجربة دولية فريدة خلال فترة تكوينه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تلقّى تدريبات في مجالات التحليل الاستراتيجي والعلاقات الدولية.

تلك المرحلة منحته فهمًا دقيقًا لآليات عمل المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وهو ما استثمره لاحقًا بذكاء بعد أن أصبح من رجالات الظل المقربين من الملك.

استغل المنصوري شبكة علاقاته السابقة داخل أروقة المنظمة الأممية وفي العواصم الغربية لصالح القضية الوطنية، فنسج لوبيات معقدة ومؤثرة داخل المؤسسات الدولية، عملت بصمت على تعزيز الموقف المغربي، خاصة خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت صدور القرار الأممي التاريخي الذي منح للمغرب حقه الكامل في صحرائه.

خلال السنوات الأخيرة، تمكن المنصوري من بناء منظومة استخباراتية حديثة قائمة على الكفاءة والالتزام الوطني، قادها مهندسون مغاربة بارعون في العمل الاستخباراتي والسياسي، اخترقوا دوائر القرار الأوروبية والأممية دون أن يُعرف عنهم شيء للرأي العام.

هؤلاء الرجال الذين يعملون في صمت مطبق، نجحوا في تمرير الأجندة المغربية بذكاء وحنكة، مؤكدين أن الدفاع عن القضايا الوطنية لا يكون فقط من خلال المنابر السياسية، بل أيضًا عبر العمل الميداني الخفي الذي يصنع التوازنات الكبرى.

لقد شكّل القرار الأخير لمجلس الأمن تتويجًا لرؤية ملكية بعيدة المدى، ولعمل مؤسساتي منسّق بين الدبلوماسية المغربية العلنية وجهاز استخباراتي وطني رصين بقيادة محمد ياسين المنصوري، رجل الدولة الذي اختار طريق الصمت والفعالية بدل الظهور والبهرجة.

blank
blank