الرئيسية | سياسة

بعد نجاح آيت الطالب في أزمة كورونا.. هل تراجع قطاع الصحة مع التهراوي؟

نشر في 12 سبتمبر 2025 - 12:21

الرباط اليوم

شهد التعديل الحكومي الأخير في المغرب تعيين أمين التهراوي وزيراً للصحة والحماية الاجتماعية، خلفاً للطبيب خالد آيت الطالب. هذا التعيين لم يمر مرور الكرام، إذ أثار موجة من الانتقادات الحادة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث وصفه مراقبون بأنه أفشل وزير صحة في تاريخ المغرب حتى قبل أن يكمل أشهره الأولى في المنصب.

قبل التحاقه بالحكومة، كان التهراوي يشتغل في مجال المال والأعمال إلى جانب زوجة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وهو ما اعتبره مراقبون عاملاً يفسر غياب خبرته في القطاع الصحي وعدم استيعابه بعد حقيقة الدور الاستراتيجي لوزير الصحة. ويرى هؤلاء أن مساره السابق جعله يفتقر للأدوات واللغة اللازمة لإدارة قطاع حيوي بحجم الصحة، حيث لا يكفي التسيير الإداري بل يتطلب معرفة دقيقة بالسياسات الصحية واحتياجات المواطنين.

مؤخراً، قام التهراوي بعدد من الزيارات التفقدية لمستشفيات في مختلف المدن، لكن مراقبين لاحظوا عليه ارتباكاً واضحاً في تصرفاته وتعامله مع الأطر الصحية، في مشهد زاد من حدة الانتقادات حول مدى جاهزيته لقيادة هذا القطاع.

يرى متتبعون أن وزير الصحة السابق خالد آيت الطالب يُعد من أفضل من تولى حقيبة الصحة خلال العقود الأخيرة، إلى جانب الحسين الوردي، نظراً لانتمائهما إلى الجسم الطبي وخبرتهما العملية في القطاع. ويعتبر هؤلاء أن الطابع الطبي للوزير يمنحه فهماً أعمق لتحديات المنظومة الصحية، على عكس التهراوي الذي يفتقد لهذه الخلفية، ما جعل الكثيرين يشككون منذ البداية في قدرته على قيادة قطاع حساس ومعقد مثل الصحة.

تزداد المقارنة وضوحاً بالنظر إلى ما قدمه خالد آيت الطالب خلال فترة جائحة كورونا، حيث قاد الوزارة في ظرفية بالغة التعقيد وأثبت قدرة عالية على تنفيذ الاستراتيجية الملكية بحكمة وثقة، وهو ما أكسبه احتراماً واسعاً من الفرق البرلمانية والرأي العام على حد سواء.

الصعوبات التي يواجهها التهراوي برزت جلياً خلال جلسة الأسئلة الشفهية الأخيرة بمجلس النواب، حيث تلقى وابلاً من الانتقادات اللاذعة ليس فقط من فرق المعارضة، بل حتى من نواب الأغلبية. فقد وجه أعضاء فريق الأصالة والمعاصرة والفريق الاستقلالي انتقادات قوية لأدائه، في مشهد وصفه متتبعون بـ“غير المسبوق” بالنسبة لوزير حديث العهد بالمنصب.

تتزامن هذه الانتقادات مع تزايد انتظارات المواطنين بشأن إصلاح المنظومة الصحية، خاصة مع مشاريع كبرى مثل تعميم التغطية الصحية وتأهيل المستشفيات. ويرى متتبعون أن تعيين وزير يفتقر للخبرة الطبية قد يعرقل وتيرة الإصلاحات التي أطلقت في عهد آيت الطالب، وهو ما يفسر حالة القلق التي تسود داخل البرلمان والرأي العام حول مستقبل القطاع الصحي في ظل قيادة التهراوي.

blank
blank