مهرجان مراكش يهتز بنقاش الجسد في السينما المغربية
الرباط اليوم
أعاد الفيلم المغربي الفرنسي “خلف أشجار النخيل” للمخرجة مريم بن مبارك فتح نقاش واسع حول حضور الجسد في السينما المغربية، بعد عرضه الأخير بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. فالعمل لم يلفت الانتباه بسبب موضوعه أو شخصياته، بقدر ما أثار ردود فعل حادة نتيجة المساحة الكبيرة التي خصصها لمشاهد حميمية مباشرة، اعتبرها كثيرون غير مسبوقة في السينما الوطنية.
وتتناول أحداث الفيلم مسار ثلاث شخصيات تتقاطع حياتها في طنجة، حيث يعيش مهدي علاقة مع سلمى، قبل أن ينجذب إلى ماري، الشابة الفرنسية التي تدخل حياته بشكل مفاجئ. غير أن السرد البصري اختار التركيز على الأبعاد الجسدية لهذه العلاقات، عبر لقطات مطولة وصريحة. هذا التوجه قسم الآراء داخل المهرجان؛ فهناك من رأى فيه محاولة واعية لكسر الطابوهات وتقديم صورة مختلفة للعلاقات العاطفية، بينما اعتبر آخرون أن الجرأة طغت على البعد الفني، وأن المشاهد لم تكن مبررة دراميًا ولا تخدم تطور الحكاية.
ويأتي الفيلم في إطار إنتاج دولي مشترك بين المغرب وفرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة، واستفاد من دعم من المركز السينمائي المغربي بلغ 400 مليون سنتيم، إضافة إلى مشاركته في ورشات الأطلس. هذا الحجم من الدعم جعل سقف الانتظارات مرتفعًا، لكنه في الوقت نفسه زاد من حدة التساؤلات حول توجيه التمويل العمومي لأعمال تعتمد على الصدمة كخيار جمالي، وحول الحدود الفعلية لحرية الإبداع في السينما المغربية اليوم.
في النهاية، يبدو أن “خلف أشجار النخيل” نجح في شيء واحد على الأقل: إشعال نقاش ثقافي وفني يتجاوز الفيلم نفسه، ويمس علاقة السينما بالمجتمع، وحدود التعبير، وطبيعة الجرأة التي يمكن أن تستوعبها التجربة السينمائية المغربية.