الرئيسية | سياسة

هروب للأمام! “الشعبي الإسباني” يؤكد توصله برسالة نزار بركة ويكيفها على مزاجه السياسي!

نشر قبل 22 ساعة

الرباط اليوم

في أول فعل على الرسالة التي بعث الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، لرئيس الحزب الشعبي البرتو نينوز فيخو، والتي استغرب فيها بركة من استفاضة وفد عن جبهة البوليساريو، ضمن فعاليات المؤتمر الوطني للحزب، اعنبر بورخا سيمبر، المتحدث الوطني باسم حزب الشعب الإسباني ونائب وزير الثقافة، أن موقف حزبه من قضية الصحراء المغربية “معلن ومعروف” ومشددا على أن السياسة الخارجية الإسبانية “ليست تابعة للآخرين”. ‎وأعرب سيمبر أيضًا عن دهشته إزاء مطلب حزب الاستقلال المغربي بدعم حزب الشعب لـ “الديناميكية التاريخية” المتمثلة في دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، وهي الخطة التي أيدتها مؤخرًا الحكومة الإسبانية، فضلاً عن دول أخرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة. ‎لكن نفس المتحدث لم يكتف بتوضيح موقف حزبه من دعوة جبهة البوليساريو، بل اعتبر سيمبر أن “السياسة الخارجية لبلادنا يقررها بلدنا”. ‎واعتبر أن السياسة الخارجية لإسبانيا”إنها ليست تابعة ولا متأثرة بدول أخرى، نكن لها أقصى درجات الاحترام في العالم”، مشيرا إلى أن إسبانيا يجب أن تحدد موقفها على أساس المصالح الوطنية وتقاليدها، وخاصة في قضايا مثل هذه.

والظاهر أن المتحدث باسم حزب الشعب الإسباني، استغل رسالة نزار بركة للاستعمال الداخلي ولاستمالة ناخبين محتملين في صراع مع الحزب الاشتراكي الحاكم، معتبرا أن موقف حزبه معروف من قضية الصحراء، على عكس القرارات التي اتخذتها الحكومة، والتي تبقى سرية في نظره”.

لكن السؤال الذي يطرح، هو أن رسالة الأمين العام لحزب الاستقلال، لم تأت على ذكر السياسة الخارجية لإسبانيا، أو التعليق عليها أو التدخل فيها، بل استفسرت قيادة الحزب الشعبي الإسباني، عن عدم انخراطه في الدينامية التي تعرف اليوم اعترافا دوليا متزايدا، وهي مخطط الحكم الذاتي، دون أن تسمح لنفسها بتقييم السياسة الخارجية لدولة إسبانيا، أو تبعات ذلك على مصالحها الاستراتيجية، وهو ما حاول الناطق الرسمي باسم الحزب الشعبي أن يجر إليه مراسلة حزب الاستقلال، التي لا يمكن أن تؤطر سوى بعلاقة حزب سياسي بحزب آخر، وبدل أن يجيب الحزب الشعبي الإسباني عن احتجاج نزار بركة كحزب مقابل حزب، راح يتكلم باسم الدولة الإسبانية وكأنه هو من يدر السياسة الخارجية أو الحكومة الإسبانية!

لكن العارفين بالشأن الاسباني، اعتبروا أن المسؤول يريد جر الحكومة نحو المحاسبة في سياستها الخارجية اتجاه المغرب، وتقديم حزب الاستقلال كمتحدث باسم الدولة المغربية، ما دام أنه حزب عريق، وأن بشارك في الحكومة، وطبعا هذا اجتهاد قدمته عدد من وسائل الإعلام اليمينية، غداة توصل حزب الشعب الإسباني بمراسلة حزب الاستقلال، ونقلتها وسائل إعلام جزائرية معروفة.

blank
blank