الرئيسية | سياسة

هل استقطبت جماعة العدل والإحسان ناصر الزفزافي؟ (صورة)

blank
نشر قبل 12 ساعة

الرباط اليوم

شهدت مدينة الحسيمة، يوم الخميس، حدثاً بارزاً عقب وفاة والد ناصر الزفزافي، قائد ”حراك الريف”، حيث سمحت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج له، وهو المحكوم بـ20 سنة سجناً نافذاً منذ أحداث 2017، بحضور جنازة والده. وقد وصف الحضور الجماهيري الكبير للتشييع بـ”المهيب”، ما أعاد تسليط الأضواء على شخصية الزفزافي وموقعه داخل المشهد السياسي والاجتماعي بالمغرب.

عند وصوله إلى منزل والده بالحسيمة، ظهر ناصر الزفزافي محاطاً بحراسة أمنية مشددة، في مشهد أثار اهتمام المتابعين، نظراً للرمزية التي يكتسيها ظهوره العلني النادر منذ إدانته. وقد اعتبر كثيرون أن هذه المشاركة لم تخلُ من رسائل ضمنية مرتبطة بوضعه القانوني والسياسي، خصوصاً في ظل استمرار الجدل حول ملف “حراك الريف” ومآلاته.

اللافت في الجنازة كان الحضور السياسي الوحيد المتمثل في وفد عن جماعة العدل والإحسان، التنظيم غير المعترف به قانونياً. وقد كان الوفد مكوناً من شخصيتين بارزتين داخل التنظيم، هما محمد الحمداوي، نائب رئيس الدائرة السياسية للجماعة، وبوبكر الونخاري، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية.

هذا الحضور البارز في منزل الزفزافي أثار أسئلة عديدة حول طبيعة العلاقة بين الجماعة والزفزافي، في ظل غياب باقي القوى السياسية والحزبية عن المشهد.

blank

الجنازة التي وُصفت بالمهيبة لم تخلُ من أجواء سياسية صريحة، إذ ردد الحاضرون شعارات قوية طالبت بـ”إطلاق سراح ناصر الزفزافي ورفقائه”، في مشهد أعاد إلى الأذهان مطالب الحراك الشعبي التي اندلعت قبل سنوات. وقد اعتُبرت هذه الشعارات بمثابة رسالة مباشرة إلى الدولة حول استمرار حضور قضية معتقلي الريف في الوعي الجمعي بالمنطقة.

لم يفت المراقبين التقاط بعض الرسائل السياسية من جنازة والد الزفزافي. فقد صرّح الأخير بكلمات مقتضبة لكنها بالغة الدلالة، حيث شكر المندوبية العامة لإدارة السجون على تمكينه من حضور هذه اللحظة التي وصفها بـ”غير السهلة”، كما حرص على التأكيد أن “مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، من صحرائه إلى شماله”.

كما لوحظ التعامل الأمني “السلس” مع الزفزافي خلال مراسيم الجنازة، وهو ما اعتُبر مؤشراً إضافياً على تحولات قد تفتح الباب أمام مراجعة قريبة لملفه.

هذه البوادر مجتمعة أعادت إلى الواجهة النقاش حول المستقبل السياسي لناصر الزفزافي، إذ يذهب مراقبون إلى احتمال الإفراج عنه في المدى القريب، ليعود لاعباً رئيسياً داخل المشهد السياسي المغربي.

لكن التساؤل الأكبر يبقى مطروحاً: هل سيؤسس الزفزافي حزباً سياسياً جديداً بمرجعية ريفية ليشكل رقماً صعباً في المعادلة الوطنية؟ أم أنه قد يختار الانضمام إلى جماعة العدل والإحسان، خاصة وأنها بدورها تستعد، حسب عدد من المؤشرات، للدخول رسمياً إلى الساحة السياسية المغربية؟

في كل الأحوال، فإن الجنازة المهيبة وما رافقها من حضور سياسي، شعارات شعبية، ودلالات خطابية وأمنية، جعلت الزفزافي يعود بقوة إلى صدارة النقاش العام. وبين خيار تأسيس إطار سياسي جديد أو الاصطفاف إلى جانب قوى قائمة، يبقى المؤكد أن اسمه سيظل رقماً مؤثراً في مستقبل المشهد السياسي المغربي.

blank
blank