ياسين العمري: مشكلتنا ليست مع طوطو بل مع الفراغ التربوي العميق

الرباط اليوم

خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة الناظور، عبّر الداعية المغربي المعروف ياسين العمري عن قلقه العميق إزاء الجدل الذي رافق مشاركة مغني الراب “طوطو” في مهرجان موازين، خاصة بعد بث لقطات من الحفل عبر شاشة التلفزيون العمومي، تخللتها ألفاظ نابية أثارت استياء عدد من المتابعين.

وأكد العمري أن الإشكال لا يتعلق بالفنان ذاته، بل بالمشهد العام الذي كشف عنه الحفل، موضحاً: “لو كان طوطو يغني وحيداً أمام جمهور محدود، لكان النقاش محصوراً فيمن سمح له بالصعود إلى المنصة، لكن حين نتحدث عن 300 ألف شاب حضروا الحفل، فالمسألة تتجاوز الفنان لتكشف عن أزمة تربوية عميقة.”

وأشار إلى أن هذا الرقم الضخم يعكس اختلالات خطيرة في منظومة التنشئة، من الأسرة إلى المدرسة، متسائلاً: “هل تقوم الأسرة بدورها التربوي كما ينبغي؟ وهل المدرسة العمومية تُعدّ التلاميذ ليكونوا مواطنين بوعي أخلاقي وثقافي؟”

وانتقد العمري بشدة بث تلك الفقرات الفنية عبر القنوات العمومية الممولة من المال العام، معتبراً أن القضية لا تقتصر على الكلمات النابية، بل تشمل مضامين تمس القيم الدينية والثقافية للمغاربة، قائلاً: “بعض الأغاني تتضمن عبارات شركية وكفرية، وتُعرض دون أي مراعاة لهوية المجتمع.”

وشدد على أن مسؤولية التربية لا تقع على جهة واحدة، بل تتقاسمها الأسرة والمدرسة والإعلام، داعياً إلى إصلاح شامل لا يكتفي بالحلول الظرفية، بل يعيد النظر في المنظومة ككل، من أجل إعداد جيل متوازن يحمل قيماً راسخة تؤهله لبناء مستقبل واعد.

وختم العمري حديثه بالتأكيد على أن المعركة الحقيقية ليست مع فنان أو حفل، بل مع الفراغ القيمي والتربوي، داعياً إلى انخراط جماعي في مشروع إصلاحي يضمن حماية هوية الأجيال المقبلة.