من السكك الحديدية إلى الطيران: الصين توسع نفوذها الاقتصادي في المغرب

الرباط اليوم

تشهد العلاقات الاقتصادية بين الصين والمغرب نقلة نوعية، حيث تسعى بكين إلى تعزيز حضورها في المملكة المغربية عبر استثمارات استراتيجية تغطي مختلف القطاعات الحيوية. المدن المغربية الكبرى أصبحت نقطة جذب رئيسية للشركات الصينية، التي تتطلع إلى التوسع في أسواق شمال أفريقيا والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب.

من بين أبرز التحركات الصينية، أعلنت مجموعة “جينغي”، المتخصصة في صناعة الصلب على المستوى العالمي، عن خططها للاستثمار في المغرب. وأكد تشانغ يوان يوان، نائب مدير إدارة التسويق الدولي بالمجموعة، أن الشركة ستساهم في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري-المغربي، الذي يمتد على طول 5660 كيلومتراً. وأوضح أن المجموعة ستوفر منتجات فولاذية عالية الجودة، إضافة إلى مساهمة شركة “Jingye British Steel” التابعة لها، بخبرتها في تنفيذ مشاريع البنية التحتية المعقدة.

في ميدان البنية التحتية، حازت شركتا “ريلواي شانهايجوان بريدج” الصينية و”فوسلوه كوغيفر” الألمانية على عقود بقيمة 56.2 مليون دولار لتوريد مكونات أساسية لتوسيع شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في المغرب. هذه الخطوة تُعزز من مكانة المغرب كوجهة رئيسية للاستثمارات في قطاع النقل والبنية التحتية المتطورة.

وفي قطاع الطيران، أعلنت مجموعة “تشاينا إيسترن” عن إطلاق خط طيران جديد يربط بين شنغهاي والدار البيضاء، مروراً بمطار مرسيليا الفرنسي، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً ابتداءً من 19 يناير 2025. هذه المبادرة تسعى إلى تعزيز الروابط الجوية بين البلدين، ما يسهم في تسهيل حركة الاستثمار والتجارة والسياحة.

يأتي هذا الحراك الصيني في وقت يعمل فيه المغرب على تعزيز مكانته كمركز لوجستي استراتيجي يربط بين أفريقيا وأوروبا. بفضل موقعه الجغرافي والبنية التحتية المتطورة، يستقطب المغرب استثمارات دولية متزايدة، ويُظهر قدرة واضحة على التحول إلى منصة تجارية إقليمية.

بهذه الاستثمارات والشراكات، يبدو أن الصين ترى في المغرب شريكاً استراتيجياً لتحقيق طموحاتها في المنطقة، فيما تستفيد المملكة من هذه الشراكات لتعزيز اقتصادها وتطوير بنيتها التحتية بشكل يتماشى مع أهدافها التنموية.