5G في الرباط والقنيطرة ومراكش.. كيف ستغير التقنية المشهد الرقمي بالمغرب

الرباط اليوم

في خطوة تعكس التزام المغرب بتطوير بنيته التحتية الرقمية وتعزيز ريادته التكنولوجية في المنطقة، تستعد البلاد لإطلاق خدمة الجيل الخامس للاتصالات (5G) في عدد من المدن الكبرى مطلع سنة 2025. وستشمل هذه الخدمة مدن القنيطرة، الرباط، الدار البيضاء، مراكش، فاس، أكادير، وطنجة، وهي خطوة من شأنها أن تحدث تحولًا جذريًا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

يعتبر الجيل الخامس (5G) من التقنيات الحديثة التي توفر سرعات إنترنت فائقة وزمن استجابة منخفض، ما يتيح فرصًا غير مسبوقة لتطوير تطبيقات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والصناعة الذكية. وستساهم هذه التقنية في تحسين جودة الخدمات الرقمية، وتعزيز قدرات الشركات المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع التكنولوجي.

اختيار المدن السبع لانطلاق خدمة 5G يعكس حرص الحكومة على توفير هذه التقنية في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تمثل مراكز اقتصادية وثقافية حيوية. ومن المتوقع أن تتوسع التغطية تدريجيًا لتشمل باقي مناطق المغرب في السنوات اللاحقة، تماشيًا مع رؤية البلاد للتحول الرقمي بحلول عام 2030.

رغم الفوائد الكبيرة التي سيجلبها إطلاق 5G، هناك تحديات يجب مواجهتها، مثل ضمان الوصول العادل إلى هذه الخدمة في جميع المناطق، وتطوير البنية التحتية اللازمة، وتوفير الأجهزة المتوافقة مع التقنية الجديدة. ومع ذلك، فإن الفرص المتاحة تفوق هذه التحديات، حيث ستساهم 5G في تحسين الخدمات الحكومية الرقمية، وتطوير قطاع التعليم عن بعد، والرعاية الصحية الذكية.

بالنسبة للمواطنين، سيتيح الجيل الخامس تجربة إنترنت أسرع وأكثر استقرارًا، ما يفتح المجال لمزيد من الابتكار في استخدام التطبيقات اليومية. أما بالنسبة للشركات، فسوف تعزز هذه الخدمة قدراتها التنافسية، خصوصًا في القطاعات التي تعتمد على التكنولوجيا مثل التجارة الإلكترونية، واللوجستيك، والخدمات المالية.

إطلاق خدمة 5G في المغرب يأتي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى جعل التكنولوجيا الرقمية محورًا أساسيًا للتنمية. وبتنفيذ هذا المشروع، ينضم المغرب إلى قائمة الدول الرائدة في تبني تقنية الجيل الخامس، ما يعزز مكانته كوجهة استثمارية مفضلة في إفريقيا.

مع اقتراب عام 2025، ينتظر المواطنون والشركات على حد سواء بداية عصر جديد من التطور الرقمي، الذي سيؤثر إيجابيًا على مختلف جوانب حياتهم اليومية.