جهة الشرق بدون بعيوي.. فراغ في القيادة وتعثر في التنمية

الرباط اليوم
أحدثت المتابعة القضائية لعبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق وأحد أبرز رجال حزب الأصالة والمعاصرة، ارتدادات قوية داخل الجهة، التي بدأت تشهد بوادر ركود سياسي واقتصادي، وفقًا لعدد من المتابعين المحليين.
بعيوي، الذي جمع بين صفة المنتخب ورجل الأعمال، ظل خلال السنوات الماضية من أبرز الفاعلين الذين أسهموا في تحريك العجلة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. أنشطته الاستثمارية ومبادراته الاجتماعية، خاصة في مناطق مثل جرادة، جعلت منه شخصية ذات حضور فعلي في الميدان، حيث يُنسب إليه لعب دور الوسيط بين السكان الغاضبين والسلطات، إضافة إلى مساهمات مادية مباشرة دعمت الفئات المتضررة.
الفراغ الذي خلفه غيابه لا يقتصر على المجال الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى البيت الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الشرق. فبحسب عدد من مناضلي الحزب، كان بعيوي يشكل عامل توازن داخل التنظيم، وكان يتمتع بقدرة على إعادة لمّ الصفوف وامتصاص التوترات الداخلية، وهو ما جعل غيابه يفتح الباب أمام التراجع في مستوى التنظيم الحزبي وتماسكه بالمنطقة.
وتكتسي جهة الشرق وضعًا خاصًا بسبب موقعها الحدودي مع الجزائر المغلقة ومجاورتها لمدينة مليلية، ما يجعلها تواجه صعوبات إضافية على المستوى التنموي، ويزيد من حساسية أي خلل في التسيير أو ضعف في القيادة.
وفي الوقت الذي ما تزال فيه تفاصيل الملف القضائي قيد المعالجة، يرى البعض أن التهم الموجهة لبعيوي تفتقر إلى أدلة حاسمة، معبرين عن ثقتهم في أن القضاء سيكشف عن حقيقة ما جرى. في المقابل، يرى آخرون أن المرحلة تتطلب إعادة ترتيب الأولويات داخل الجهة، وتعبئة الجهود حول المشاريع التنموية العالقة.
وسط هذا السياق الملبد بالشكوك والتوجس، يبقى اسم عبد النبي بعيوي حاضرًا بقوة في أذهان ساكنة الجهة الشرقية، باعتباره رمزًا لمرحلة طبعتها المبادرات الميدانية والتدخلات الاجتماعية، بانتظار ما ستسفر عنه تطورات الملف، وانعكاساته على مستقبل جهة ظلت تبحث طويلًا عن موقع لها على خارطة التنمية الوطنية.