الرئيسية | سياسة

ربيع مزيد: غلاء المعيشة يفرض زيادة فورية في الأجور

blank
نشر قبل 8 ساعة

الرباط اليوم

حوار “رباط اليوم” مع ربيع مزيد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للقرض الشعبي للمغرب

يشهد القرض الشعبي للمغرب مرحلة إعادة ترتيب إداري بعد تعيين نزيهة بلقزيز رئيسة مديرة عامة للمجموعة أواخر 2024، ومع حضور قوي للمجموعة داخل المغرب وامتدادات إفريقية ودولية، يبرز الملف الاجتماعي باعتباره أولوية ملحة بالنسبة للشغيلة وممثليها النقابيين.

رباط اليوم: كيف تصفون الوضع الاجتماعي داخل المؤسسة اليوم؟

ربيع مزيد: الوضع مقلق. القدرة الشرائية للشغيلة تآكلت، والملفات الاجتماعية مجمّدة، بينما تحولت حكامة الموارد البشرية إلى مصدر توتر حقيقي، وهو ما سرّع وتيرة الاستقالات ونزيف الكفاءات. عشنا سنوات غاب فيها التحفيز، لكننا استبشرنا خيرا بقدوم الرئاسة الجديدة.

رباط اليوم: ما أبرز مطالبكم العاجلة؟

ربيع مزيد: نطالب بزيادة عامة في الأجور لا تقل عن 2000 درهم، ومراجعة شاملة لورقة الأداء بما يشمل التمدرس، والتنقل، والسكن، والتعويضات، ومنح الوجبة. كما نطالب بإرساء حكامة رشيدة وشفافة في التقييم والتنقيلات والترقيات.

رباط اليوم: لماذا تصرون على زيادة 2000 درهم تحديداً؟

ربيع مزيد: لأن الغلاء غير مسبوق، والأجر الحالي لم يعد يغطّي كلفة المعيشة. الهدف هو تصحيح سنوات من الجمود حتى يصبح الأجر محفزاً ويصون الكرامة المهنية. فغالبية الشغيلة تعاني من المديونية وارتفاع تكاليف الحياة من دراسة وتنقل وحتى المواد الأساسية. 2000 درهم هو الحد الأدنى لتدارك هذا الوضع، إلى جانب إصلاح منظومة التحفيز وورقة الأداء.

رباط اليوم: ما أولوياتكم في إصلاح ورقة الأداء؟

ربيع مزيد: رفع منح التمدرس وتعويضات السكن والتنقل، ومراجعة العلاوات المتغيرة بسياسة واضحة ومنصفة، مع تحسين التغطية الصحية لتشمل الأمراض المستعصية والعلاجات الجديدة.

blank

رباط اليوم: تحدثتم عن اختلال في حكامة الموارد البشرية، ماذا تقصدون؟

ربيع مزيد: نقصد أن القرارات متقلبة وممركزة، دون معايير معلنة للتعيين أو التقييم أو الحركية. نطالب باعتماد لجان مشتركة، ومذكرات تنظيمية ملزمة وواضحة، مع نشر نتائج التقييم ومعاييرها للعموم الداخلي. فإهدار الكفاءات يعني دفع المؤسسة إلى الوراء، في حين أن البنك الشعبي يزخر بأطر متميزة لا يُستفاد منها كما يجب.

رباط اليوم: هل لديكم معطيات حول الاستقالات؟

ربيع مزيد: المؤكد أنها في منحى تصاعدي وملموس. قد لا نملك إحصاءات رسمية مشتركة، لكن الواقع اليومي يبين خروج كفاءات مهمة نحو مؤسسات بنكية ومالية أخرى.

رباط اليوم: أين وصل الحوار مع الإدارة؟

ربيع مزيد: طرقنا كل الأبواب بمراسلات وطلبات لقاء، لكن يتم التضييق على نقابتنا لفائدة نقابة أخرى نعتبرها أخلت بواجبها اتجاه الشغيلة. لذلك نمارس ضغطاً متواصلاً للاستجابة للملف المطلبي المودع لدى الإدارة المركزية.

رباط اليوم: ما رسالتكم للرئيسة المديرة العامة؟

ربيع مزيد: لا شك أن من وضع الثقة في السيدة الرئيسة يعلم ما يفعل. المطلوب اليوم هو قرارات شجاعة: زيادة عامة عادلة، إصلاح ورقة الأداء، وحوكمة حديثة للموارد البشرية توقف النزيف وتحفّز المسار المهني.

blank

رباط اليوم: تتحدثون عن “صفقات الفتات”. ماذا تقصدون؟

ربيع مزيد: نقصد الاتفاقات الجزئية التي تمنح امتيازات انتقائية ويتم تسويقها كإنجازات. المطلوب حلول شاملة وعادلة للجميع، لا وصفات ترقيعية. مع الأسف هناك نقابة استفاد مسؤولوها من زيادات خاصة في الأجر خارج القانون، ونطالبها بتوضيح هذه المسألة الخطيرة.

رباط اليوم: ما برنامجكم النضالي في حال استمرار التعثر؟

ربيع مزيد: سنمضي في تصعيد تدريجي: إنذارات مكتوبة، وقفات احتجاجية، واعتصامات… وفي المقابل سنتفاعل بإيجابية مع أي مبادرة جدية في مصلحة الشغيلة.

رباط اليوم: ألا يؤثر ذلك على مصلحة الزبناء واستمرارية الخدمة؟

ربيع مزيد: بالعكس، نحن نحرص عليها. تحسين وضع الشغيلة شرط لتحسين الخدمة وضمان استقرار المؤسسة وتعزيز ثقة الزبناء. مناضلو الاتحاد من أحرص الناس على مصلحة المؤسسة.

رباط اليوم: كلمة أخيرة للشغيلة؟

ربيع مزيد: أدعو للوحدة والانخراط والالتزام بالقانون. حقوقنا مشروعة، وصوتنا واحد، ومستقبل المؤسسة يتقوّى بنا جميعاً.

blank
blank