صفقة تاريخية تلوح في الأفق.. المغرب يقترب من امتلاك غواصات حربية لأول مرة

الرباط اليوم
تتجه الأنظار إلى المغرب بعد تسريبات إعلامية متخصصة كشفت عن مفاوضات متقدمة لاقتناء أول غواصات حربية، في خطوة قد تمثل تحولًا استراتيجيًا في معادلة القوة بالمتوسط والمحيط الأطلسي. ووفق موقع Army Recognition، تبحث الرباط في عروض متعددة، أبرزها الفرنسية، لتأمين صفقة تاريخية تضع البحرية الملكية ضمن نادي الدول المالكة لهذه القدرات.
هذا التطور يأتي أيّامًا فقط بعد إعلان المغرب توقيع عقد مع شركة إيرباص هليكوبترز لشراء عشر مروحيات من طراز H225M كاراكال في فاتح شتنبر 2025، ضمن برنامج واسع لتحديث القوات المسلحة الملكية بمختلف مكوناتها البرية والجوية والبحرية.
توازنات إقليمية جديدة
في ظل سباق تسلح متسارع بالمنطقة، تبرز الغواصات كأحد أهم عناصر الردع. فالجزائر، الجار الشرقي، تتوفر على أسطول روسي متطور يضم غواصات من طرازات 877EKM و636.1/636.3، بعضها مزود بصواريخ “كاليبر” بعيدة المدى تصل إلى 2400 كيلومتر بسرعة تقارب ثلاثة أضعاف سرعة الصوت. أما إسبانيا فتنتظر دخول أربع غواصات من فئة S-80 لتعويض أسطولها التقليدي، بينما تواصل فرنسا تشغيل عشر غواصات نووية، من بينها أربع استراتيجية حاملة للصواريخ الباليستية.
الحاجة إلى أسطول متعدد
التقارير نفسها تؤكد أن المغرب يحتاج ما لا يقل عن غواصتين أو ثلاث غواصات لضمان دوريات بحرية مستمرة، إذ إن امتلاك غواصة واحدة لا يفي بمتطلبات الصيانة والتنقل ولا يؤمّن حضورًا دائمًا في المياه الإقليمية الشاسعة للمملكة.
طموح قديم يتجدد
ورغم أن البحرية الملكية المغربية، المصنفة في المرتبة 25 عالميًا بأسطول يضم 121 قطعة بحرية، من فرقاطات وسفن دورية، ما تزال تفتقر إلى الغواصات، فإن الرغبة في دخول هذا النادي ليست وليدة اللحظة، بل جزء من رؤية استراتيجية لتعزيز القوة البحرية المغربية.
تحديث شامل في الجو والبحر
إلى جانب ملف الغواصات، يواصل المغرب توسيع قدراته الجوية، حيث تم التعاقد على مروحيات كاراكال متعددة المهام—القادرة على نقل الجنود وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ والتدخلات الخاصة—لتعويض أسطول متهالك يفوق عمره 47 سنة. وتربط مصادر هذا التعاقد بالمصالحة السياسية مع فرنسا عقب اعتراف باريس بمغربية الصحراء وزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للرباط سنة 2024.
كما تفيد التقارير بأن الرباط تدرس اقتناء طائرات دورية بحرية مضادة للغواصات، من بينها طرازات “ليوناردو ATR 72 MPA” و”إيرباص C-295 MPA”، إضافة إلى مشاريع تصنيع طائرات مسيرة بحرية للاستطلاع والدفاع الساحلي.
دفاع لا هجوم
ورغم تخصيص 133 مليار درهم لميزانية الدفاع برسم 2025، يؤكد المراقبون أن المغرب لا يسعى إلى سباق تسلح هجومي، بقدر ما يركز على بناء منظومة دفاعية متكاملة تضمن حماية مجاله البري والبحري وتدعم مشاركته في عمليات حفظ السلام والتحالفات الدولية.