لقاء سري بين مبعوث أمريكي وتبون لإنهاء صراع الصحراء
الرباط اليوم
أفادت مجلة «جون أفريك» الفرنسية، استنادًا إلى تسريبات أمريكية نقلتها قناة «الحرة»، أن لقاءً سريًا جرى في أواخر يوليوز 2025 بين المبعوث الأمريكي الخاص لإفريقيا مساد بولس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وبحسب هذه التسريبات، جاء الاجتماع حاملاً رسالتين محوريتين: أولاها حثّ الجزائر على إقناع قيادة جبهة البوليساريو بقبول مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل للنزاع حول الصحراء، وثانيتها فتح قنوات تمهّد لعلاقات تدريجية بين الجزائر وإسرائيل.
المبعوث الأمريكي شدد خلال اللقاء على أن استمرار الخلاف حول الصحراء والتوتر القائم بين الجزائر والمغرب يهددان استقرار المنطقة، ويعطلان التعاون في منطقة الساحل، ويقوضان فرص بناء فضاء مغاربي متكامل اقتصاديًا. في المقابل، تمسك الرئيس تبون بمواقفه التقليدية، رافضًا أي تطبيع مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، واصفًا قضية الصحراء بـ«الخط الأحمر». ونقلت التسريبات عنه قوله: «لن أتخلى عن الصحراويين لإرضاء أي طرف، مبادئنا ثابتة ولن تتغير»، كما هاجم الدول المؤيدة للموقف المغربي معتبرا إياها ممثلة لـ«الاستعمار الجديد والإمبريالية الحديثة».
هذا التشدد الجزائري يأتي في وقت تتعزز فيه المكاسب الدبلوماسية للمغرب، إذ اعترفت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بسيادة الرباط على الصحراء، بينما انضمت إسبانيا وألمانيا وهولندا إلى قائمة الداعمين لخيار الحكم الذاتي باعتباره الحل الأكثر واقعية. وفي هذا السياق، اعتبر الدبلوماسي المغربي السابق أحمد فوزي أن المجتمع الدولي «ملّ حالة الجمود»، مؤكداً أن القوى الكبرى ترى أن «مرحلة التسوية قد حان أوانها».
كما كشفت التسريبات أن شهر أكتوبر المقبل قد يحمل تحولاً مهماً في موقف الأمم المتحدة، مع انتظار تقرير للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يُرجح أن يعيد تعريف مهام بعثة «المينورسو» بما يعني عملياً تجاوز خيار الاستفتاء. ويبقى الموقف الصيني تحت المراقبة، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى بكين وتنامي الاستثمارات الصينية في المملكة، ما قد يدفع الصين إلى إعلان دعم أوضح لمبادرة الحكم الذاتي.
في المحصلة، تبدو كفة الموازين الدولية مائلة لصالح الرباط، بينما تواجه الجزائر ضغوطاً متزايدة مع تمسك تبون بخطوطه الحمراء، التي باتت أمام اختبار حقيقي في ظل الحراك الدبلوماسي المتسارع٠
