من الرباط إلى برشلونة.. جسور جديدة للاستثمار بين المغرب وكاتالونيا

الرباط اليوم
يتحول المغرب تدريجياً إلى قبلة استثمارية مفضلة لرجال الأعمال الإسبان، وخصوصاً من إقليم كاتالونيا، الذين بدأوا ينظرون إلى المملكة كأكثر من مجرد جار جنوبي أو شريك تجاري تقليدي. هذا ما كشفه تقرير نشرته صحيفة La Vanguardia، على خلفية زيارة وفد استثماري من مجموعة “هارفارد” إلى مدينة مراكش، بقيادة الأكاديمي بيدرو نوينو.
الزيارة لم تكن عابرة؛ فقد شملت اجتماعات مع مسؤولين حكوميين وفاعلين اقتصاديين، وهدفت إلى استكشاف فرص التعاون والشراكة في قطاعات متعددة. اللافت أن المستثمرين الإسبان لم يخفوا إعجابهم بالتحول الاقتصادي العميق الذي يشهده المغرب، مؤكدين أن المملكة باتت تشكل نقطة جذب إقليمي في ميادين مثل صناعة السيارات، والأدوية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية.
الوفد ثمّن عوامل الاستقرار التي يتمتع بها الاقتصاد المغربي، من بينها صلابة العملة الوطنية، وانخفاض نسب التضخم، والإطار القانوني المتطور لجذب الرساميل الأجنبية، إضافة إلى شبكة الاتفاقيات الدولية التي تسهّل حركة الأموال.
ورغم هذا التفاؤل، سجل التقرير بعض الملاحظات بخصوص تعقيدات الإدارة العمومية، واستمرار فجوة التنمية بين المناطق، خاصة في العالم القروي، إلى جانب الحاجة إلى تحسين الشفافية في تسيير الشأن العام.
من جهته، أشاد فرانسيسك فاجولا، المدير التنفيذي لمؤسسة Mobile World Capital، بمسار الرقمنة في المغرب، مشيرًا إلى مشاريع مثل القطار فائق السرعة كدليل على طموح الدولة. أما المستثمر جوردي سيبريان فاعتبر أن قطاع الأدوية المغربي يمثل “قوة صامتة”، تستحق الرهان عليها بثقة.
ويختم التقرير بمقارنة لافتة: المغرب اليوم يُشبه إسبانيا في ستينيات القرن الماضي، حين بدأت هي الأخرى تتلمّس طريقها نحو إقلاع اقتصادي شامل. لكن المملكة – يضيف التقرير – مطالبة بتسريع إصلاحاتها المؤسساتية إن أرادت أن تُترجم هذا الزخم إلى قفزة نوعية في المشهد الاقتصادي العالمي.