نزار بركة للحزب الشعبي الإسباني: موقفكم ضبابي من الحكم الذاتي ومتخلف عن الدينامية الدولية!

الرباط اليوم
وجه نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى ألبرتو نونييث فيخو رئيس الحزب الشعبي الإسباني رسالة تهنئة لا تخلو من نبرة الانتقاد والتنديد، بمناسبة تجديد الثقة فيه على رأس الحزب في أشغال المؤتمر الاستثنائي الحادي والعشرين للحزب الشعبي الإسباني، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة مدريد، والذي تميز بأجواء غير ودية تجاه مغربية الصحراء خصوصا بدعوة جبهة البوليساريو لحضور أشغال هذا المؤتمر.
وبعدما أعرب بركة عن تهانيه للرئيس الجديد/ القديم للحزب الشعبي، نقل أمين عام حزب الميزان باعتباره زميلا للحزب الشعبي في الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، إلى قيادة الحزب الإسباني، قلقه العميق أمام ضبابية وعدم وضوح موقف الحزب الشعبي من قضية الصحراء المغربية، لاسيما في ظل ما ما تعرفه القضية من ديناميكية دولية واسعة ومتواصلة لدعم المبادرة المغربية الواقعية للحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، التي تشكل سبيلا لتحقيق الحل الدائم، ولتعزيز الاستقرار في المنطقة المغاربية وفي الساحل، من أجل فتح فرص جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثمار والتكامل الإقليمي، والمساهمة يساهم في الحد من الهجرة غير النظامية من خلال تعزيز التنمية والتشغيل في هذه المنطقة.
ولم يفوت بركة الفرصة لتذكير قيادة الحزب الإسباني، بمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، الذي أصبح يجذب اهتمام القوى الكبرى بفضل واقعيتها وجديتها لإنهاء الصراع المصطنع حول صحراء المغرب، خصوصا بعد الاعتراف المتصاعد بسيادة المغرب على صحرائه في إطار المبادرة المغربية المذكورة. كما ذكر بركة نظيره الإسباني، لتدعيم مؤاخذاته لموقف الحزب الشعبي الخارج عن السياق الدولي للقضية، باعتراف الولايات المتحدة و22 دولة أوروبية، بما فيها فرنسا والمملكة المتحدة، وهي دول دائمة عضوية في مجلس الأمن، فضلا عن العديد من الدول الإفريقية والعربية وأميركا اللاتينية والآسيوية.
وفي ختام رسالته، طالب بركة رئيس الحزب الشعبي بالتحرك بكل الوضوح المطلوب وبرؤية استراتيجية، حسب ما تفرضه المرحلة التاريخية والعلاقة النموذجية التي تجمع المغرب واسبانيا، لتحديد موقف واضح ومحدد من القضية، في إطار الحوار والتنسيق بين الحزبين المغربي والاسباني.
وتجذر الإشارة إلى أن الحزب الشعبي الإسباني قد نظم مؤتمره خلال نهاية الأسبوع الماضي، وقد شكلت دعوته جبهة البوليساريو لحضور أشغال المؤتمر، ردود فعل قوية في المغرب استنكرت هذا التوجه المعاكس لواقعية ودينامية العلاقات بين المغرب واسبانيا.